2018-06-02 15:00:00

بمناسبة اليوم العالمي للوالدين بعثة الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة تنظم مؤتمرا حول تأثير الوالدين على الأطفال والمجتمع


في إطار الاحتفال باليوم العالمي للوالدين في 1 حزيران يونيو والذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة عام 2012 لتكريم الآباء والأمهات في جميع أنحاء العالم، نظمت بعثة الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك مؤتمرا بالتعاون مع اتحاد السلام العالمي حول أهمية تأثير الوالدين على الأطفال والمجتمع. وفي بداية كلمته إلى المشاركين في المؤتمر رحب مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا بالضيوف، وذكّر بإعلان الاحتفال باليوم العالمي للوالدين والذي أرادت من خلاله الأمم المتحدة تكريم تكريس الآباء والأمهات أنفسهم مدى الحياة لتربية الأطفال وحمايتهم ومساعدتهم على نضج كامل ككائنات بشرية. وتابع المراقب الدائم متحدثا عن كون مستقبل البشرية يتوقف على كيفية تأدية الأمهات والآباء مهمتهم كمعلمين في المدرسة البيتية التي يُكونون فيها أطفالهم على الكثير من القيم الأساسية، مثل التكيف الاجتماعي، الثقة، الاحترام المتبادَل والمسؤولية، التربية، العمل باجتهاد، العاطفة، الشفقة، المغفرة، التضامن والنمو الأخلاقي. الأبوة والأمومة الجيدة بالتالي هي من الأمور الأساسية لبلوغ أكبر الآمال التي يسعى المجتمع الدولي إلى تحقيقها هنا في الأمم المتحدة حسب ما تابع رئيس الأساقفة. وفي سياق الحديث عن المنظمة الأممية ذكّر المراقب الدائم بكون السلام الركيزة لأولى من بين الأربع الأساسية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وأضاف أن للتربية الجيدة للأطفال من قِبل الآباء والأمهات دورا أساسيا فيما يتعلق بالركائز الثلاث الأخرى، أي التنمية والدفاع عن حقوق الإنسان واحترام القوانين. ثم توقف عند كل من هذه القضايا فأكد في سياق الحديث عن التنمية على ضرورة إخراج الأشخاص من حالة الفقر، وأشار إلى كون العائلة حجر الأساس للتربية والصحة والتغذية، مساواة ودعم المرأة وغيرها من أهداف التنمية المستدامة. وعن احترام حقوق الإنسان قال رئيس الأساقفة إنه يقوم على أساس الكرامة البشرية وينطلق من تعلم الأشخاص احترام أفراد العائلة ومعاملة الآخرين بأخوّة وتضامن. وفي البيت، تابع رئيس الأساقفة، يتعلم الأطفال الالتزام، وذلك من التزام الأمهات والآباء تجاههم والالتزام المتبادَل بين الوالدَين، هذا إلى جانب تعليم الوالدين أطفالهم القيام بالواجبات وقول الحق والالتزام بوعودهم.

أشار المراقب الدائم بعد ذلك إلى أن إسهام الوالدين في حاضر ومستقبل أبنائهم ومن أجل المجتمع لا يحظى بالاهتمام الكافي، ولا بما يستحق من تقدير. وتحدث في هذا السياق عن فردانية مبالَغ فيها تقود إلى تقليص البعض لأهمية الروابط العائلية، وأيضا عن إيديولوجيات سياسية مركزها الدولة جعلت أنصارها يخشون المؤسسات الأخرى، وفي طليعتها أكثر المؤسسات أساسية أي العائلة. تحدث رئيس الأساقفة أيضا عن الجراح الناتجة عن نهاية العائلات والعلاقات والتي يمكنها أن تدفع الأشخاص إلى اعتبار هذا الفشل القاعدة، وبالتالي إلى تجاهل أهمية العائلة ودورها.

وعن الاحتفال باليوم العالمي للوالدين قال المراقب الدائم إنه يهدف إلى استعادة الروابط العائلية، وأضاف مشددا على ضرورة أن تتم الاستفادة من هذا اليوم لتسليط الضوء على إسهام الآباء والأمهات في خير الأطفال والمجتمع، والاعتراف بهذا الإسهام. وتابع أن العالم يصبح قويا بمقدار قوة العائلات فيه، وأن قوة العائلات تتوقف على قوة الوالدين، كما أن السلام على كوكبنا يبدأ بالسلام في البيوت. التنمية المستدامة لمجتمعاتنا أيضا، تابع رئيس الأساقفة أوزا، تعتمد على عمل الأمهات والآباء وتعاونهم لا فقط من أجل تربية أطفال، بل تكوين بالغين يتمتعون بنمو متكامل. أما عن احترام كرامة الإنسان وحقوقه فقال إنه يتطور بشكل أكثر سهولة في مدرسة الحب العائلي. وختم المراقب الدائم مشددا بالتالي على الحاجة إلى إعداد ودعم وتشجيع الوالدين من أجل مواصلة دورهم الذي لا غِنى عنه.








All the contents on this site are copyrighted ©.