2018-06-01 14:58:00

الرؤية المسيحية للرياضة والشخص البشري محور وثيقة صادرة عن دائرة العلمانيين والعائلة والحياة


الرؤية المسيحية للرياضة والشخص البشري هي محور الوثيقة الجديدة الصادرة عن دائرة العلمانيين والعائلة والحياة بعنوان "إعطاء أفضل ما لدينا"، والتي تم تقديمها اليوم. وفي بداية الوثيقة تتحدث الدائرة الفاتيكانية عن الدوافع لإصدارها، فتشير إلى أن إعطاء الشخص أفضل ما لديه يمنح الرضا والفرح لتحقيق الذات، ما ينطبق على الرياضة وعلى الحياة بشكل عام وأيضا على عيش الإيمان المسيحي، ليتمكن كل شخص من أن يقول وشأن ما ذكر القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى طيموتاوس: "جاهَدتُ جِهادًا حَسَنًا وأَتمَمْتُ شَوطي وحافَظتُ على الإِيمان" (2 طيم 4، 7). تهدف الوثيقة بالتالي إلى المساعدة على فهم العلاقة بين إعطاء أفضل ما لدينا في الرياضة والإيمان المسيحي المعاش بشكل يومي. والوثيقة موجهة حسب ما جاء فيها إلى ذوي الإرادة الطيبة جميعا، وتعكس رغبة الكنيسة في الحوار مع جميع الأشخاص والمنظمات الملتزمين بالدفاع عن قيم النشاط الرياضي، وأيضا في العمل من أجل إنقاذ الرياضة من المخاطر التي تهددها يوميا، من الفساد وعدم النزاهة إلى التلاعب والاستغلال التجاري.

تتحدث الوثيقة المؤلفة من خمسة فصول أولا عن علاقة الكنيسة بالرياضة فتؤكد اهتمام الكنيسة ودعمها لجمال الفنون والموسيقى ونشاطات الإنسان المختلفة، وذلك لأن الجمال مصدره هو الله، وتجعلنا الرياضة أبطال هذا الجمال ومشاهديه، وهي قادرة على تذكيرنا بأن الجمال هو إحدى الطرق للتمكن من لقاء الله. وتستعرض الوثيقة في هذا السياق علاقة الكنيسة بالرياضة وحوارها مع عالم الرياضة والذي أسفر عن مقترحات محددة لرعوية الرياضة، وخاصة على صعيد المدارس والرعايا والجمعيات، وهي قضية اهتم بها كثيرا البابا القديس يوحنا بولس الثاني حتى أنه أسس أول مكتب للرياضة في الكرسي الرسولي. وتتابع الوثيقة مؤكدة على دعوة الكرسي الرسولي إلى رياضة من أجل الإنسان، وعمله على تعزيز رياضة توفر الظروف لحياة غنية بالرجاء حسب كلمات البابا القديس.

يستعرض الفصل الثاني من الوثيقة تاريخ الرياضة ونشأة الرياضة الحديثة متوقفا عند تعريف الرياضة وأهميتها في الإطار العالمي، لينتقل الفصل الثالث الذي يحمل عنوان "رياضة من أجل الشخص البشري" إلى الحديث عن العلاقة بين الرياضة والإنسان. ويتطرق إلى الجوانب العديدة لهذه العلاقة انطلاقا من النظرة الكاثوليكية إلى الإنسان باعتباره وحدة جسد ونفس وروح، ما يجعل للرياضة بالضرورة بعدا روحيا أيضا. ويتطرق هذا الفصل إلى قضايا عديدة مثل الحرية والقواعد، الإبداع والتعاون، الفردانية وروح الجماعة والفريق، التضحية، الفرح، الانسجام، الشجاعة، المساواة، الاحترام، والتضامن.

يتمحور الفصل الرابع من الوثيقة حول التحديات في ضوء الإنجيل، ويتحدث بالتالي عن تعزيز القيم الإنسانية في الرياضة مشيرا إلى أن النشاط الرياضي يمكن تقييمه انطلاقا من درجة اعترافه بالكرامة البشرية ومستوى احترام الآخر والخليقة بكاملها والبيئة. وتؤكد الوثيقة إدراك الكنيسة أهمية فرح المشاركة في المسابقات الرياضية، وتشديدها على ضرورة صياغة قواعد دولية للرياضة تمَكن رياضيين من ثقافات ودول وأديان مختلفة من التمتع بخبرة متقاسَمة لتنافس نزيه وفرِح، قواعد تعزز وحدة العائلة البشرية. شددت الدائرة الفاتيكانية أيضا على ضرورة إدانة الانحرافات في عالم الرياضة، وعلى الرياضيين أيضا أن يتساءلوا إن كانت أفعالهم في خدمة الشخص البشري ونظام اجتماعي عادل. ويشير هذا الفصل إلى أربعة تحديات أمام الرياضة اليوم هي أولا عدم احترام الجسد والتعامل معه كآلة، ثانيا استخدام المنشطات، ثالثا الفساد، وأخيرا المشجعون وذلك في إشارة إلى العنف أو لغة الإهانة وخطر تحول التشجيع إلى عنصر يزيد التوتر بين مجموعات من ثقافات أو جنسيات أو حتى أديان مختلفة.

ثم يأتي الفصل الخامس والأخير من الوثيقة الصادرة عن دائرة العلمانيين والعائلة والحياة ليستعرض دور الكنيسة وحضورها الهام في عالم الرياضة، حضور مسؤول. وتشير الوثيقة إلى أن الرياضة مجال يسمح بعيش ملموس للدعوة إلى كنيسة في خروج، بلا جدران أو حدود. وتتحدث عن الرياضة باعتبارها خبرة تربوية، مولِّدة لثقافة اللقاء والسلام والدمج، وفعل رحمة. ثم تتوقف مجددا عند رعوية الرياضة وأماكن عملها ما بين العائلة والرعايا، المدارس والجامعات والمؤسسات الرياضية للمحترفين والهواة. وتشير الدائرة الفاتيكانية في هذا السياق إلى بعض العناصر الأساسية من أجل خطة رعوية من خلال الرياضة.  

 








All the contents on this site are copyrighted ©.