2018-05-25 12:51:00

البابا فرنسيس: التربية المدنيّة الأولى تتمُّ في العائلة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة مدراء وموظّفي شرطة روما والإد ارة المركزيّة للصحة لقسم الأمن العام مع عائلاتهم وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقاؤكم مع أبنائكم، زوجاتكم وأزواجكم وأهلكم يفرحني! العائلة هي الجماعة الأولى حيث نُعلِّم الحبَّ ونتعلّمه. إنها البيئة المميّزة حيث نعلِّم ونتعلَّم أيضًا الإيمان وصنع الخير. إنَّ صحّة العائلة قاطعة لمستقبل العالم والكنيسة، آخذين بعين الاعتبار التحديات المتعدّدة والصعوبات التي نواجهها في الحياة اليوميّة. في الواقع عندما نواجه واقعًا مرًّا وعندما نشعر بالألم وعندما تظهر خبرة الشرِّ أو العنف، يمكننا أن نفهم ونتخطّى كل شيء في العائلة وفي شركتها، شركة الحياة والحب.

تابع البابا فرنسيس يقول إن العائلة، ككل واقع بشري، مطبوعة بالألم؛ وتشهد على ذلك العديد من صفحات الكتاب المقدّس: عنف قايين الذي قتل أخاه هابيل، الخصومات بين ابني إبراهيم وزوجتيه، اسحق ويعقوب والمآسي التي تضرب داود، عذاب طوبيا وألم أيّوب. حتى حياة العائلة المقدّسة قد عرفت تعارضات أليمة كهرب مريم ويوسف والطفل يسوع إلى مصر. لقد كانت مريم تتأمّل جميع هذه الخبرات في قلبها، ويسوع، ابن الله وابن مريم، يرى بدوره ويصغي ويتألّم ويفرح ويختبر في قلبه الخبرات الأليمة التي يعيشها الأشخاص الذين يلتقي بهم: حماة بطرس المريضة، مرتا ومريم اللتان تبكيان موت أخيهما لعازار، أرملة نائين التي فقدت ابنها الوحيد، قائد المائة الذي كان يتألّم بسبب مرض شخص عزيز عليه... إن يسوع قادر على الدوام على أن يشعر مع الأشخاص الذين يتوسَّلون إليه من أجل صحّتهم.

أضاف الأب الاقدس يقول على مثال يسوع، تعرف الكنيسة أيضًا خلال مسيرتها اليوميّة مخاوف وتوتّرات العائلات والخلافات بين الأجيال والعنف البيتي والصعوبات الاقتصاديّة وغياب العمل... وإذ تجد انعكاسها يوميًّا في الإنجيل، يقود الروح القدس الكنيسة لتكون قريبة من العائلات كرفيقة سفر، لاسيما لتلك التي تمرُّ ببعض الأزمات أو تعيش الألم ولتدلَّها أيضًا على الهدف النهائي حيث سيختفي الموت والألم للأبد. إن يسوع لا يتركنا أبدًا على درب الحياة: هو يتبع ويرافق برحمة جميع الكائنات البشريّة؛ وبشكل خاص العائلات التي يقدِّسها في المحبّة. ويظهر حضوره من خلال حنان وعناق أم أو أب أو ابن. العائلة هي مكان الحنان ولذلك يُظهر الله نفسه في الكتاب المقدّس كأب وإنما أيضًا كأم تعتني وتنحني على أبنائها.

تابع الحبر الأعظم يقول تعلّمنا الكنيسة، كأم متنبّهة، أن نثبت في الله، ذلك الإله الذي يحبّنا ويعضدنا. إنطلاقًا من هذه الخبرة الداخليّة الأساسيّة يمكننا أن نعضد جميع المعارضات وخبرات الحياة السيئة، عدم أمانتنا ونقائصنا ونقائص الآخرين، وبالتالي ومن هذه الخبرة الداخليّة الثابتة فقط يمكننا أن نكون قدّيسين في المثابرة على الخير الذي وبنعمة الله ينتصر على كلِّ شر. حتى الإيمان ينتقل في العائلة. هنا نتعلّم الصلاة: الصلاة المتواضعة والبسيطة والتي وفي الوقت عينه تنفتح على الرجاء وتترافق بالفرح الحقيقي الذي يأتي من تناغم عميق بين الأشخاص ومن جمال العيش معًا وعضد بعضنا البعض في مسيرة الحياة بالرغم من إدراكنا لمحدوديّتنا.

أضاف الأب الأقدس يقول إن المرحلة التي نعيش فيها تتعرّض لتبدلات عميقة. وهذا الأمر تختبرونه باستمرار في عملكم إن كان في تحقيقاتكم وإما على الطريق لاسيما في مدينة كروما. وبهذا الأمر تساعدكم الخبرة العائليّة لأنّها تعطيكم التوازن البشري والحكمة والقيم. إنَّ العائلة الصالحة تنقل أيضًا القيم المدنيّة وتربّي المرء على الشعور بأنّه جزء من الجسم الاجتماعي وعلى التصرُّف كمواطن أمين وصادق. وبالتالي لا يمكن لأمّة أن تقوم مالم تقم العائلات بهذا الواجب لأنَّ التربية المدنيّة الأولى تتمُّ في العائلة.








All the contents on this site are copyrighted ©.