2018-05-10 15:01:00

قداسة البابا يوجه رسالة إلى المشاركين في اللقاء الدوري لكاثوليك ألمانيا وموضوعه "ابتغٍ السلام"


وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في الدورة الـ 101 للقاء الدوري الكبير للكاثوليك في ألمانيا والمعروف باسم كاتوليكينتاغ، والذي بدأ في مدينة مونستر في 9 أيار مايو ويستمر حتى 13 من الشهر واختير محوره هذا العام "ابتغِ السلام". وقال الحبر الأعظم للمشاركين في بداية الرسالة إن مشاركتهم تعكس اهتمامهم بموضوع اللقاء أي السلام والبحث عنه، وذكّر بأن عبارة "ابتغِ السلام" مذكورة في المزمور 34 "جانب الشر واصنع الخير وابتغ السلام واسعَ إليه" (15). وتابع أن هذه مهمة وطلب مساعدة آني جدا، فاليوم أصبحت مشكلة التعصب والنزوع إلى العنف أهم القضايا في النقاش العام حول الدين، كما أننا نلحظ الخلافات ومشاعر الكراهية والغضب في كل مكان أينما لا يُعتبر الإنسان في حد ذاته هبة من الله. ثم أعرب البابا فرنسيس عن قلقه العميق إزاء الأشخاص، وخاصة الأطفال والشباب، الذين يضطرون إلى الفرار من بلدانهم جراء الحروب والعنف لإنقاذ حياتهم، فيقرعون أبوابنا طالبين المساعدة والاستقبال، وفي أعينهم نرى الحنين إلى السلام. ثم تحدث الحبر الأعظم عن المدينة التي يُعقد فيها اللقاء، أي مونستر، مذكرا بأنها وقبل 370 سنة مضت كانت قد شهدت سلاما هاما جاء بعد حرب مدمرة، حيث تم الاتفاق على إنهاء القتل في الحروب والذي يرتكبه الإنسان أيضا باستغلال اسم الدين، واليوم يحثنا اللقاء المنعقد في هذه المدينة على تعلم درب السلام من تاريخنا، وذلك من أجل مستقبلنا. وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن أداة أساسية لتحقيق هذا الهدف، وهي التزامنا المسيحي داخل العائلة وفي المدارس ومؤسسات التنشئة، وأيضا وفي المقام الأول في السياسة. شدد من جهة أخرى على أن السلام يواصل نموه أيضا حين يظهر المسيحيون من الكنائس المختلفة متحدين في الشهادة للمسيح، وحين يلتزمون معا في المجتمع، لأن المسيح هو سلامنا حسب ما ذكر القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس (أف 2، 14).

وعما يتطلبه السلام قال قداسة البابا إنه يستدعي تعايشا يقوم على الاحترام بين ذوي الإرادة الطيبة من جميع الديانات والطوائف، وأضاف أن ابتغاء السلام والسعي إليه هو واجب البشر جميعا، ودعا بالتالي الجميع إلى أن يكونوا رسل سلام ومسؤولية ورحمة وخاصة للأجيال الشابة. وتابع قداسته أنه في كل طفل، أينما وُلد، هناك المسيح الذي ينظر إلينا، فقد جاء المسيح إلى عالمنا طفلا بلا حماية، قال البابا وأضاف أن الأطفال هم المستقبل.

ثم تحدث قداسته في الرسالة عن قضية أخرى ألا وهي المشاركة المتساوية بين جميع الرجال والنساء في خير مجتمعاتهم باعتبار هذا أساس سلام دائم، وأضاف أن المشاركة المتساوية أمر ضروري أيضا لجميع المجتمعات في العالم بكامله، مشيرا إلى المساهمة الثمينة في هذا المجال التي تقدمها الكنيسة والجمعيات والرعايا من خلال أعمال المساعدة الكيرة. إلا أن السلام يبدأ، حسب ما تابع البابا فرنسيس، بشكل بسيط وصغير في لغتنا واختيارنا للكلمات، السلام يبدأ بالكلمات الجيدة التي توفِّق وتعبِّر عن التقدير، تقوي وتتمتع بمصداقية، وتخدم السلامَ الكلمات المحِبة للحقيقة التي ننطق بها في المجتمع وفي الكنيسة، في العائلة وبين الأصدقاء، في العمل وفي أوقات الفراغ، وأيضا كلماتنا حين نصلي.

وختم البابا فرنسيس الرسالة الموجهة إلى المشاركين في اللقاء الدوري لكاثوليك ألمانيا معربا عن الرجاء أن يكون لقاؤهم هذا عيد إيمان وحلم سلام يمكن رؤيته عن بُعد، وأضاف أن الأيام التي تمتد من الاحتفال بصعود الرب وحتى العنصرة تذكِّرنا بأن علينا الصلاة بدون توقف إلى الروح القدس كي يعطينا هباته وينَمي سلام الرب. ثم طلب قداسة البابا من مريم أم الكنيسة أن ترافقنا وتساعدنا أيضا في البحث عن السلام، داعيا إلى أن نوكل أنفسنا إلى شفاعتها وعونها. ثم أكد قداسته وحدته مع المشاركين في الصلاة طالبا منهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله، ومنحهم، ومعهم جميع مؤمني شعب الله في ألمانيا، بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.