2018-04-25 13:31:00

الكاردينال باسيتي يختتم زيارته لبروكسيل ويشدد على أهمية أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تجديد ذاته


قام رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي بزيارة إلى بروكسيل اجتمع خلالها إلى كبار المسؤولين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي ولجنة مجالس أساقفة الاتحاد الأوروبي. وفي ختام الزيارة أجرت وكالة الأنباء الكنسية "سير" التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا مقابلة مع الكاردينال الإيطالي أكد فيها أنه جاء إلى العاصمة البلجيكية من أجل الإصغاء والتعرّف والحوار، وأضاف أنه يريد أن يقول شيئاً واحدا لأوروبا ألا وهو أن تعمل على تجديد نفسها. وقال نيافته إنه يحلم بأوروبا جديدة متضامنة، تعرف كيف تكون فعلا بيتا مشتركا بالنسبة للجميع، وترتكز إلى أنسنة أوروبية جديدة. وقد بدأت زيارة الكاردينال باسيتي، على رأس وفد كنسي إيطالي، يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري واختتمها صباح اليوم الأربعاء وتخللت الزيارةَ لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين من بينهم رئيس البرلمان الأوروبي أنتونيو تاياني، ونائب الرئيس فرانس تيمرمانز، والسيد لوكا جاهير، الرئيس الجديد المنتخب للجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية. وقال نيافته في حديثه لوكالة "سير" إنه لمس انفتاحاً كبيراً لدى الشخصيات التي اجتمع إليها. وذكّر رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بالكلمات التي وجهها البابا فرنسيس إلى المؤسسات الأوروبية لدى تسلّمه جائزة شارلمان في العام 2016 الذي دعا القارة القديمة إلى تجديد ذاتها. وشدد نيافته على ضرورة أن يرتكز المشروع الأوروبي إلى ركائز ثلاث: الشعوب، المحبة والثقافة، لافتا إلى ضرورة أن تبقى المسيحية القلب الناضب للتاريخ الأوروبي.

وفي رد على سؤال بشأن النداءات العديدة الداعية اليوم إلى خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي – على غرار الخروج البريطاني المعروف باسم "بريكسيت" – اعتبر الكاردينال باسيتي أن إيطاليا تحتاج بشدة إلى أوروبا كما أن أوروبا بحاجة حيوية إلى إيطاليا. وقال إنه يعتقد أن لا أحد يمكنه أن يستفيد من انفصال إيطاليا عن أوروبا، مع أنه يمكننا أن نعيد النظر في الآليات السياسية لوحدة الدول الأوروبية لكن لا بد أن ندرك أهمية المسيرة التاريخية المشتركة التي تربط إيطاليا بالقارة الأوروبية. ولم تخلُ كلمات رئيس مجلس أساقفة إيطاليا من الإشارة إلى مشكلة الهجرة التي تعاني منها أوروبا، وقال إن هذا الموضوع في غاية من الدقة، وذكّر بأهمية تبنّي عمل منسّق على المستوى الأوروبي، يحول دون ترك بلدان مثل إيطاليا أو اليونان تواجه لوحدها هذا التحدي الكبير وهذه الظاهرة المعقدّة والمأساوية. وحذّر نيافته في هذا السياق من مغبة أن تتغلّب المصالح القومية على المصلحة المشتركة، وأن تطغى سياسة رفع الجدران. بعدها أكد الكاردينال باسيتي أن أوروبا كانت لقرون طويلة محورا لهذا العالم، وقلبَ النفوذ السياسي والعسكري العالمي هذا فضلا عن أهميتها الكونية على الصعيدين الديني والثقافي. ولفت إلى أن أوروبا اليوم لم تعد تلعب هذا الدور السياسي في العالم، لكن باستطاعتها أن تؤديَ دوراً ريادياً عالميا في المجال الخلقي، وعلى الصعيدين الاجتماعي والثقافي، وشدد على ضرورة عدم الشعور بالخوف لأن من يخاف لا مستقبل له.








All the contents on this site are copyrighted ©.