2018-04-21 13:49:00

البابا يستقبل مسؤولي وطلاب المعهد الإنجليزي في روما


استقبل قداسة البابا قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي مسؤولي وطلاب المعهد الانجليزي في روما، ورحب قداسته في البداية بالجميع مشيرا إلى مرور هذا العام ذكرى أحداث هامة عديدة في حياة الكنيسة في انجلترا وويلز. وبعد شكره رئيس المعهد على كلمته قال قداسة البابا إن هذا اللقاء يوفر له فرصة التحدث إلى الطلاب بشكل مباشر كأب، وأضاف أنه يريد أن يتقاسم معهم كلمات تشجيع بينما يسيرون على درب الاستجابة لدعوة الرب. كما أكد صلاته من أجل نموهم من خلال التعمق في علاقتهم مع الرب واهتمامهم بالآخرين، وخاصة أكثر الأشخاص عوزا. وتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن أهمية محبة الله ومحبة القريب، فأكد أولا أنه من الجميل رؤية شباب يستعدون للالتزام المستمر مع الله، التزام مدى الحياة، وأضاف أن هذا أمر أصعب بالنسبة لشبان اليوم مقارنةً بما كان عليه بالنسبة له، وذلك بسبب "ثقافة المؤقت" التي تميز عالم اليوم. وتابع قداسته متحدثا إلى الطلاب مؤكدا أنه للفوز في هذا التحدي، ومن أجل تقديم وعد حقيقي لله، يجب عليهم خلال سنوات الدراسة تغذية حياتهم الداخلية وأن يتعلموا إغلاق باب صومعتهم الداخلية من الداخل، وهكذا ستتعزز خدمتهم لله وللكنيسة وسيجدون ذلك السلام وذلك الفرح اللذين يمكن ليسوع فقط أن يعطيهما. (راجع يو 14، 27).

وفي حديثه عن محبة القريب ذكّر الحبر الأعظم بأننا شهود للمسيح لا لأنفسنا بل من أجل الآخرين وذلك عبر الخدمة المتواصلة، وتابع أننا نسعى إلى تقديم هذه الخدمة لا انطلاقا من مشاعر بسيطة بل طاعةً للرب الذي انحنى ليغسل أرجل التلاميذ (راجع يو 13، 34). ثم توقف قداسته عند أهمية التعاون مع الآخرين من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، رجال ونساء، كما أشار إلى أنه في بعض الأحيان قد نجد صعوبة في محبة القريب، وأضاف مشيرا إلى ما كتب في الإرشاد الرسولي الجديد "اِفرحوا وابتهجوا" أنه وكي تكون خدمتنا فعالة فنحن نحتاج بشكل متواصل إلى "البقاء مركّزين وثابتين بالله الذي يحبّ ويدعم. وانطلاقًا من هذا الثبات الداخلي، يصبح من الممكن احتمال .... {اعتداءات الآخرين أيضًا على أساس}...الصبر والثبات في الصلاح" (افرحوا وابتهجوا 112). وذكّر قداسة البابا في هذا السياق بأن هذا الثبات الداخلي والأمانة للمحبة قد ميزا شهداء المعهد.

تحدث الحبر الأعظم بعد ذلك عن أحد أشكال تنمية محبتنا لله وللقريب، ألا وهو الحياة المشتركة، وأعرب عن الرجاء في أن يستلهم الطلاب من شهداء المعهد الانجليزي، البالغ عددهم 44، كي يكونوا قادرين على إنماء، وشأن ما ذكر قداسته في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" "أخوّة صوفية، تأملية، تعرف أن ترى عظمة القريب القدسية، وتكتشف الله في كل كائن بشري. تعرف أن تتحمل متاعب العيش معا" ("فرح الإنجيل" 192). ثم أراد الأب الاقدس لفت الأنظار إلى ما وصفها بعقبة هامة أمام كل منا في الحياة المسيحية، ألا وهي الخوف، ولكن يمكننا تجاوزها بالمحبة والصلاة وروح الدعابة (راجع "افرحوا وابتهجوا" 126). وشجع قداسته الجميع على ألا يخافوا من أنفسهم، وعلى أن يحتذوا بمثَل شفيعهم القديس توماس بيكيت الذي لم يسمح لخطاياه الماضية وللمحدودية البشرية بأن تمنعه من خدمة الله حتى النهاية. وأضاف قداسته أنهم هكذا سيتمكنون من التغلب على مخاوفهم وسيساعدون الآخرين على تجاوز مخاوفهم.

ثم ختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى مسؤولي وطلاب المعهد الانجليزي في روما، الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي، مشددا على أهمية الصداقات والعلاقات السليمة التي ستساعد الطلاب في خدمتهم المستقبلية، ثم أوكل الجميع إلى شفاعة العذراء مريم سيدة وولسينغهام الأمومية مؤكدا صلاته لهم ولعائلاتهم ولجميع مَن يدعمون رسالة المعهد، وطلب قداسته من ضيوفه ألا ينسوا أن يصلّوا من أجله.  








All the contents on this site are copyrighted ©.