2018-04-14 13:46:00

انطلاق العملية العسكرية الأمريكية ضد سورية. مقابلة مع الكاردينال زيناري


بدأت ليل الجمعة الهجمة العسكرية الأمريكية ضد سورية والتي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتُنفّذها الولايات المتحدة بالتعاون مع كل من بريطانيا وفرنسا. وأفادت الأنباء الواردة من دمشق فجر اليوم أن الصواريخ الأمريكية استهدفت ثلاثة مواقع في العاصمة السورية وحمص. جاء إذا الرد العسكري الأمريكي الذي توعّد به ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في أعقاب الهجوم الكيميائي ضد المدنيين العزل في منطقة دوما بالغوطة الشرقية في وقت تضاربت فيه المواقف الدولية بشأن حقيقة هذا الهجوم الذي نُسب إلى قوات النظام السوري. وقد نُفّذت العمليات بواسطة السفن الحربية والمقاتلات وتحدثت بعض الأنباء عن استهداف مصنع للأسلحة الكيميائية. الرئيس الأمريكي قال إن هذه العملية لن تبقى منعزلة، مشيرا إلى أنها جاءت كردة فعل على العمليات الهمجية والوحشية التي يمارسها النظام السوري، على حد قوله، في إشارة إلى الهجمات بالأسلحة الكيميائية، كما حمّل ترامب كلا من روسيا وإيران مسؤولية هذه الانتهاكات.

في غضون ذلك أكدت وزارة الدفاع في واشنطن أن القوات الأمريكية تبذل الجهود اللازمة من أجل الحيلولة دون استهداف المدنيين فيما أوضحت الحكومة البريطانية أن الهدف من هذه العملية لا يتمثل في إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد بل بمنع اللجوء مجددا إلى السلاح الكيميائي من قبل الجيش النظامي. هذا ولم يتأخر الرد الروسي على العمليات العسكرية الأمريكية – البريطانية – الفرنسية إذ أكدت مصادر الكريملين أن هذا الاعتداء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ضد سورية ستترتب عليه انعكاسات وخيمة. ولم تخلُ الأوساط السياسية الأمريكية من الجدل بشأن هذا الهجوم إذ أخذ البعض على الرئيس ترامب شن هذه الحرب بدون الحصول على موافقة الكونغرس الأمريكي، ما يُشكل انتهاكاً للدستور.

وعشية بداية هذه الغارات أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زيناري الذي شاء أن يدق ناقوس الخطر لافتا إلى فشل المنظمات والهيئات الدولية، لاسيما مجلس الأمن الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية، وأشار على سبيل المثال إلى أزمة النزوح التي يعاني منها هذا البلد. وقال نيافته إن سورية تعيش منذ سنوات مرحلة حساسة وخطيرة، معربا عن مخاوفه من توسّع رقعة النزاع السوري ليشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها. ودعا السفير البابوي المجتمع الدولي إلى تحديد المسؤوليات بشأن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، متوجها بنوع خاص إلى مجلس الأمن الدولي المدعو إلى إماطة اللثام عن الحقيقة فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. واعتبر نيافته أن المسؤول الأكبر عما يجري في سورية هو فشل منظمة الأمم المتحدة، مشيرا إلى اللجوء في أكثر من مناسبة إلى حق النقض أو الفيتو داخل مجلس الأمن من أجل عرقلة القرارات وهذا الأمر حال دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الانتهاكات وردعها.

ولم تخلُ كلمات الكاردينال زيناري من الإشارة إلى الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لصدور الرسالة العامة "السلام في الأرض" للبابا الراحل يوحنا الثالث والعشرين وقال إن هذه الوثيقة وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على صدورها، ما تزال آنية في يومنا هذا، ولفت إلى أن الحرب العالمية الثالثة تُخاض اليوم بشكل مجزّأ كما يقول البابا فرنسيس، وسورية تشكل أحد هذه الأجزاء. وختم السفير البابوي حديثه لموقعنا الإخباري مشددا على ضرورة أن يوجد حل لهذه الأزمة التي تدوم منذ أكثر من سبع سنوات، ودعا نيافته بنوع خاص إلى معالجة مشكلة اللجوء والسعي إلى الحد من هذا النزيف الذي يعاني منه المجتمع السوري.








All the contents on this site are copyrighted ©.