2018-04-06 12:08:00

مقابلة مع رئيس أساقفة أكويلا في الذكرى السنوية التاسعة للزلزال المدمر


لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة للزلزال المدمّر الذي ضرب مدينة أكويلا الإيطالية مسفرا عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى ومحدثا دمارا هائلا أجرت أمانة سر الاتصالات التابعة للكرسي الرسولي مقابلة مع رئيس أساقفة أكويلا المطران جوزيبيه بيتروكي الذي شاء أن يذكّر الجميع بالجراحات النفسية التي ما يزال يعاني منها السكان لغاية اليوم مشيرا إلى أن الأبرشية نظمت مسيرة بالمشاعل أقيمت عند الساعة العاشرة والنصف من مساء الخميس إحياء لذكرى الضحايا الثلاثمائة والتسعة الذين قضوا في هذه الهزة الأرضية التي ضربت المدينة عند الساعة الثالثة والدقيقة الثانية والثلاثين من فجر السادس من أبريل نيسان 2009. شارك في هذه المبادرة حوالي خمسة آلاف شخص، كما قام ممثلون عن السلطات المدنية بوضع إكليل من الزهور على النصب الذي يخلّد ذكرى الضحايا وقد قُرأت أسماؤهم جميعا على مسامع الحاضرين.

وقبل انطلاق المسيرة احتفل رئيس الأساقفة المطران بيتروكّي بالقداس في كنيسة القديس يوسف العامل وألقى عظة عبّر فيها عن أمله بأن يُعاد بناء الضمائر والنفوس من خلال قيمتي المحبة والتعاضد. وفي حديثه لإذاعتنا تمنى سيادته أن تصير مدينة أكويلا الإيطالية رسالة قيامة، ليس بالنسبة إلى الجماعة المحلية وحسب، وشدد على ضرورة عدم التقليل من أهمية "زلزال النفس" الذي ضرب القلوب والعقول والعلاقات الاجتماعية لتسع سنوات خلت. واعتبر سيادته أننا لسنا مدعوين اليوم إلى التخطيط والعمل وحسب، إذ لا بد أن نسعى إلى الإصغاء والتلاقي من أجل إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي ما يزال عرضة للخطر. وأشار المطران بيتروكي أيضا إلى دراسة أعدتها جامعة أكويلا أظهرت ارتفاعا ملحوظا في حالات الخوف والقلق والاكتئاب وسط السكان المحليين فضلا عن أمراض أخرى مرتبطة بالرضح شأن الأورام الخبيثة والأمراض القلبية الوعائية. ومن هذا المنطلق رأى رئيس أساقفة أكويلا أن عملية إعادة الإعمار لا ينبغي أن تقتصر على العمل الهندسي، على الرغم من أهمية هذا الأمر، لأن ثمة حاجة إلى العمل الأخلاقي والثقافي وقال: هناك أشخاص ما يزالون يتألمون داخليا لغاية يومنا هذا، ولهذا السبب يكتسب الالتزام الكنسي أهمية بالغة.

وختم المطران بيتروكي حديثه مؤكداً أنه في هذه الفترة التي تحتفل فيها الكنيسة بعيد الفصح لا بد أن تنفتح الجماعة على الحياة والمستقبل وتنهض من الموت والدمار، كما أن المدينة يجب أن تكون مهيأة لاستقبال الحداثة لتصبح قولا وفعلاً رسالة قيامة بالنسبة للجميع. تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا بندكتس السادس عشر زار المنطقة المنكوبة في أعقاب الزلزال والتقى الأشخاص المشردين وقال لهم إنه جاء ليعرب لهم وبشكل مباشر عن قربه الأبوي منهم، مضيفا أنه كان إلى جانبهم منذ سماعه خبر الزلزال المدمر في اليوم الأول، وبقي يتابع أخبارهم مشاطرا إياهم أحزانهم ودموعهم وشدد على أن الكنيسة جمعاء تقف مع البابا بقرب السكان المنكوبين كي تساعدهم وتؤازرهم روحيا وماديا.








All the contents on this site are copyrighted ©.