2018-04-05 10:49:00

الاحتفال قريباً بالقداس الكاثوليكي في كاتدرائية لوند اللوثرية هو من نتائج زيارة البابا إلى السويد


لم يُحتفل بالقداس الكاثوليكي في كاتدرائية لوند السويدية منذ زمن الإصلاح اللوثري في بدايات القرن السادس عشر، لكن خلال الخريف المقبل، وبدءا من الحادي والعشرين من تشرين الأول أكتوبر 2018 سيُحتفل بالقداس الكاثوليكي في هذا الصرح خلال فترة إعادة ترميم كنيسة القديس توما الكاثوليكية في لوند. وللمناسبة أجرى القسم الاسكندينافي في أمانة سر الاتصالات مقابلة مع الكاهن اللوثري المسؤول عن الكاتدرائية الذي تحدث عن وجود تعاون فريد من نوعه بين كاتدرائية لوند وكنيسة القديس توما، ويشكل هذا التعاون استمراراً لعلاقات الصداقة القائمة بين الكنيستين اللوثرية والكاثوليكية. وكانت قد تحققت خطوات هامة على صعيد توطيد أواصر العلاقات بين الكنيستين منذ الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى مدينة لوند في تشرين الأول أكتوبر من العام 2016، وقد ساهمت هذه الخطوة في تحقيق مزيد من التعاون المسكوني بين الكاثوليك واللوثران في لوند.

وما عكس هذا التقارب تنظيم صلوات مسكونية أكان في كاتدرائية لوند أم في كنيسة القديس توما الكاثوليكية، شارك فيها مؤمنون من الجماعتين. ويقول المسؤولون عن الجماعتين إن الاحتفال بالقداس الكاثوليكي في هذه الكاتدرائية اللوثرية لا يشكل فقط حلا عملياً لكون الكنيسة الكاثوليكية ستخضع لأعمال الترميم، بل يُنظر إليه على أنه ترجمة لروح الوثيقة التي تحمل عنوان "من الصراع إلى الشركة" التي تسلط الضوء على خمسين عاما من علاقات الصداقة والتقارب بين الكاثوليك واللوثران والتي وقّع عليها البابا فرنسيس والأسقف منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثري العالمي. ويقول الكاهن اللوثري المسؤول عن كاتدرائية لوند إن اللقاء الذي تم بين الرجلين لامس قلوب العديد من الأشخاص، مشيرا إلى أهمية ألا يقتصر الأمر على حدث منفرد إذ لا بد أن تكون له تتمة ملموسة على الصعيد العملي تساهم في توطيد العلاقات بين الجانبين.

تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس وأثناء الاحتفال بالصلاة المسكونية المشتركة في لوند قام بالتوقيع على هذا الإعلان المشترك مع الأسقف يونان وتؤكد الوثيقة أن الكاثوليك واللوثريين ألحقوا الضرر بوحدة الكنيسة إذ رافقت الاختلافاتِ اللاهوتية الأحكامُ المسبقة والصراعات، كما تم استغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية. ولفت الإعلان إلى أنه اليوم وبعد خمسين عاما من الحوار الثنائي تم تخطي الكثير من الاختلافات وقد تعلمت الكنيستان أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما. ودعا الإعلان المشترك مؤمني الكنيستين إلى الصلاة على نية تضميد الجراح، وعبّر عن التزام الكاثوليك واللوثريين في السير معا باتجاه الوحدة التامة. كما شدد الطرفان على رفضهما القاطع لكل شكل من أشكال الحقد والعنف الممارس باسم الدين وحثا المؤمنين على الشهادة معا للإنجيل من خلال العمل المشترك لصالح السلام والعدالة وحقوق الإنسان والتضامن مع الفقراء والمسيحيين المضطهدين وتعزيز الضيافة حيال الأشخاص المجبرين على النزوح بسبب الحروب. 








All the contents on this site are copyrighted ©.