2018-03-17 13:34:00

زيارة البابا الرعوية إلى بيترالشينا وسان جوفاني روتوندو: فرنسيس يطالب المؤمنين بالحفاظ على الكنز الذي تركه القديس بيو


توجه البابا فرنسيس صباح اليوم السبت إلى إقليمَي كامبانيا وبوليا بجنوب إيطاليا في زيارة رعوية على خطى القديس بيو، المعروف بـ"بادريه بيو"، وتشمل هذه الزيارة منطقتَي بيترالشينا وسان جوفاني روتوندو. استقل البابا الطائرة المروحية التي أقلعت عند الساعة السابعة صباحاً من الفاتيكان ووصلت إلى مدينة بيترالشينا عند الساعة الثامنة، حيث كان في استقباله حشد غفير من المؤمنين وممثلون عن السلطات المدنية والكنسيّة المحلية يتقدمهم رئيس أساقفة بينيفينتو المطران فيليشي أكّروكّا وعمدة بيترالشينا دومينيكو مازوني.

وجه البابا خطاباً إلى المؤمنين استهله معبراً عن سروره لزيارة هذه البقاع حيث أبصر النور هذا القديس الذي يُدعى فرنشيسكو فورجونيه، وبدأ حياة إنسانية وروحية خصبة. وقد تعلّم وسط جماعة المؤمنين الصلاة وتعرّف على الرب وسط الفقراء والمعوزين، قبل أن ينضم إلى رهبنة الكبوشيين الأصاغر، ليُعرف بعدها باسم "بيو من بيترلشينا". ولفت البابا إلى أن هذا الرجل أحب الكنيسة حباً عميقاً على الرغم من كل مشاكلها ومصائبها وخطاياها، وقد تأمل بزخم في سر الله الذي أحبنا حتى بذل نفسه من أجلنا. هذا ثم أشار البابا إلى أنه يتواجد في البقعة التي اختار أن يمكث فيها هذا القديس في شهر أيلول سبتمبر من العام 1911 ليتنشق هواء سليماً ونقياً، مؤكداً أنه في تلك المرحلة لم تكن توجد المضادات الحيوية، فكان المرضى يعالَجون من خلال العودة إلى مسقط رأسهم، إلى والدتهم ليأكلوا طعاماً صحياً ويتنشقوا الهواء النقي ويصلّوا.

وأكد البابا أن القديس بيو لم يعش مرحلة سهلة عندها إذ شعر بصعوبات كبيرة، وبخطر الوقوع في الخطية وكان يشعر أيضاً بمهاجمة إبليس له. هذا ثم سأل البابا المؤمنين الحاضرين إذا ما كانوا يؤمنون بوجود إبليس، مؤكداً أن إبليس موجود وهو يدخل في الأشخاص ويحركهم ويعذبهم ويغشهم، وهذا ما كان يخشاه القديس بيو. وخلال تلك المرحلة من حياته ـ مضى البابا إلى القول ـ كان هذا القديس يستمد القوة من الصلاة المستمرة ومن الثقة بالرب. وشدد فرنسيس في هذا السياق على ضرورة أن يستسلم المؤمنون إلى الرب يسوع عندما يشعرون بالمشاكل المحيطة بهم وبالحزن والمرض. وكان بادريه بيو يغوص في الصلاة ليتلاصق بشكل أفضل وأمتن مع المخططات الإلهية، وكان يبلغ الاتحاد التام مع الله من خلال الاحتفال بالقداس اليومي، وفي تلك الفترة من حياته نال جراح المسيح في جسده.

بعدها توجه البابا إلى مؤمني بيترالشينا وأبرشية بينيفينتو قائلا لهم إنهم يعتبرون القديس بيو من أهم الشخصيات التي أبصرت النور في تلك المنطقة. وقال فرنسيس إن هذا الراهب الكبوشي المتواضع أذهل العالم من خلال حياته المكرسة بالكامل للصلاة والإصغاء الصبور إلى الأخوة الذين كان يسكب على معاناتهم بلسم محبة المسيح. وتمنى البابا في هذا السياق أن يسير جميع المؤمنين على خطى هذا القديس ويصبحوا بدورهم أداة لمحبة الله تجاه الأشخاص الأشد ضعفاً، وشدد البابا على ضرورة الحفاظ على الشركة بين الأشخاص، قائلاً إن الجماعة التي يتقاتل أفرادها يومياً مع بعضهم البعض لا تنمو، ولا تُبنى بل تُخيف الناس، وتصير هذه الجماعة مريضة وحزينة. بينما الجماعة التي يتم البحث فيها عن السلام والتي يُحب أفرادها بعضهم بعضا، تنمو وتصبح قوية. وطلب البابا من الحاضرين ألا يضيعوا الوقت في الشجار مع بعضهم البعض وفي الثرثرة والنميمة.

وتمنى فرنسيس أن تتمكن المنطقة التي وُلد وترعرع فيها القديس بيو أن تستمد القوة من تعاليم حياة هذا القديس، خصوصاً في المرحلة الصعبة التي نعيشها اليوم إذ يرتفع معدّل أعمار السكان لأن الأجيال الفتية مرغمة على البحث عن العمل في مكان آخر. وتطرق البابا في هذا السياق إلى مشكلة الهجرة الداخلية التي يعاني منها المجتمع لاسيما عندما يتعلق الأمر بالشبان، وسأل المؤمنين أن يصلوا كيما تجد الأجيال الفتية فرص عمل في أرضها، بالقرب من عائلاتها، وكي لا تُرغم على الهجرة بحثاً عن فرصة للعمل. وقال البابا إن السكان يشيخون مع أن هذا الأمر جيد لأن المسنين هم كنز وحكمة، ودعا الجميع إلى عدم تهميش المسنين. وأضاف أنه لدى وصوله إلى بيترالشينا ألقى التحية على رجل في عامه التاسع والتسعين، كما التقى "فتاة" في السابعة والتسعين من العمر. في الختام طالب البابا الجميع بالحفاظ على الكنز الثمين الذي تركه القديس بيو ألا وهو شهادته المسيحية والكهنوتية، وسألهم أن يصلوا من أجله.








All the contents on this site are copyrighted ©.