2018-02-17 13:37:00

البابا يستقبل جماعة إكليريكيّة سردينيا الحبريّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان جماعة إكليريكيّة سردينيا الحبريّة بمناسبة الذكرى التسعين على تأسيسها وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أرغب في هذه المناسبة في أن أتّحد معكم في رفع التسبيح للرب الذي قد رافق بنعمته حياة العديد من الكهنة القديسين الذين تنشؤوا في هذه المؤسسة التربوية المكرّسة لقلب يسوع الأقدس والتي أعطت للكنيسة كهنة كثيرين ملتزمين في كنائسكم المحليّة وفي الرسالة وفي خدمات الكنيسة الجامعة الأخرى.

تابع الأب الأقدس يقول أيها الإكليريكيّون الأعزاء، أنتم تستعدّون لتصبحوا غدًا عمالاً في حقل الرب، كهنة يعرفون كيف يعملون معًا حتى بين أبرشيات مختلفة، وهذا الأمر مهمٌّ جدًّا لمقاطعة مثل سردينيا مُشبَّعة بالإيمان والتقاليد الدينيّة المسيحيّة وتحتاج لاهتمام خاص في العلاقات بين مختلف الجماعات الأبرشيّة. إن الفقر المادي والروحي الذي نعيشه اليوم يحثّنا لكي يكون الرعاة أكثر تنبُّهًا للفقراء وقادرين على الإقامة معهم من خلال أسلوب حياة بسيطة لكي يشعر الفقراء أن كنائسنا هي بيوتهم. أشجّعكم منذ الآن كي تستعدّوا لتصبحوا منذ الآن كهنة للناس ومن أجل الناس وألا تُسيطروا على القطيع الذي أوكل إليكم بل أن تكونوا خدامًا له. نحن بحاجة لكهنة ينظرون إلى الجوهري ويعيشون حياة رزينة وشفافة وقادرين على النظر إلى الأمام بحسب تقليد الكنيسة السليم.

أضاف الحبر الأعظم يقول خلال سنوات التحضير للكهنوت أنتم تعيشون مرحلة مهمّة وفريدة من حياتكم. كونوا على الدوام مدركين للنعمة التي منحكم الرب إياها إذ جعل صدى دعوته يتردد في قلوبكم لكي تتركوا كلَّ شيء وتتبعوه وتكونوا معه لكي تُرسلوا للتبشير. إنَّ الكنيسة في سردينيا قد وضعت آمالها فيكم! وأساقفتكم يتابعونكم ويعتمدون عليكم وعلى قراركم بالتشبه بيسوع الراعي الصالح من أجل خير وقداسة الجماعات المسيحيّة في مقاطعتكم.

تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ الإكليريكيّة، وقبل أن تكون مؤسسة لاكتساب المؤهلات اللاهوتيّة والراعويّة هي مكان حياة مشتركة ودراسة؛ إنها خبرة كنسيّة حقيقيّة وجماعة فريدة لتلاميذ مرسلين مدعوين لإتباع يسوع عن كثب والإقامة معه والمشاركة في سرِّ صليبه وقيامته لتحقيق وإنضاج ميزات الإتباع المميّزة. ليكن اهتمامكم منذ الآن الاستعداد الملائم للقيام بخيار حر لا عودة عنه بالأمانة الكاملة للمسيح وكنيسته ولدعوتكم ورسالتكم.

أضاف الحبر الأعظم يقول الإكليريكيّة هي مدرسة هذه الأمانة التي تتعلّموها أولاً في الصلاة ولاسيما في الصلاة الليتورجيّة. وفي هذه المرحلّة تعزّزون الصداقة مع يسوع والتي ترتكز على الإفخارستيا وتتغذّى من التأمل في الكتاب المقدّس ودراسته. لا يمكننا أن نمارس خدمتنا جيدًا ما لن نعش في اتحاد مع المسيح إذ بدونه لا يمكننا أن نفعل شيئًا. يلعب المنشئون دورًا حاسمًا في مسيرة الإكليريكيّة: إن نوعيّة الكهنوت تتعلّق بالتزام مسؤولي التنشئة؛ ولذلك هم مدعوون لكي يعملوا بصدق وحكمة في سبيل نموَّ شخصيات مُتَّزِنة قادرة على القيام بالخدمة الكهنوتيّة بشكل مسؤول.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أكلكم إلى الحماية الوالديّة للعذراء سيّدة بوناريا، هي تسهر على الدوام بمحبة وحنان على كلِّ واحد منكم؛ عودوا إليها غالبًا وبثقة. أؤكِّد لكم جميعًا صلاتي وبركتي وأسألكم أن تصلّوا من أجلي.           








All the contents on this site are copyrighted ©.