2018-02-14 15:14:00

مداخلة رئيس الأساقفة يوركوفيتش في جنيف في التشاورات الأولى نحو اتفاق عالمي حول اللاجئين


شارك في الثالث عشر من شباط فبراير المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش، في التشاورات الأولى نحو اتفاق عالمي حول اللاجئين. وبدأ مداخلته موجها الشكر للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وخاصة لرئيسها على تقديمه للمسودة الأولى لاتفاق عالمي بشأن اللاجئين التي أصدرتها المفوضية. وتابع المراقب الدائم متحدثا عن إعلان نيويورك الخاص بحماية المهاجرين واللاجئين الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 19 أيلول سبتمبر 2016، فقال إن هذا الإعلان قد أطلقنا في رحلة نحو بلوغ تضامن عالمي مع اللاجئين. وأشار إلى إن ما يدعو إليه الإعلان من تقاسم أكثر عدالة لمسؤولية التحلي بقدرة أكبر على مساعدة اللاجئين ودعم الدول والجماعات المضيفة يشكل مهمة تتجاوز مجرد النوايا الطيبة لأية دولة، ويدعونا إلى المرونة والاستمرارية والتعاون داخل الجماعة الدولية.

وصف رئيس الأساقفة بعد ذلك الجلسة التشاورية المميَّزة بمشاركة عدد كبير من الوفود بفرصة تاريخية لتحسين معايير تعامل المجتمع الدولي مع قضية المساعدة والحماية من أجل بلوغ حلول دائمة، وكي تطبق العائلة البشرية مبدأ التضامن والشفقة الأخوية النبيل من خلال إجابة عالمية منسقة وعادلة. وذكّر المراقب الدائم للكرسي الرسولي في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس إلى المشاركين في المنتدى الدولي "الهجرة والسلام" في الحادي والعشرين من شباط فبراير 2017، حين أكد على كون الدفاع عن حقوق اللاجئين وضمان حرياتهم الأساسية واحترام كرامتهم واجبات لا يمكننا تجاهلها.

وواصل رئيس الأساقفة يوركوفيتش مداخلته مذكرا بضرورة مساعدة المجتمع الدولي  للعائلات والجماعات التي أبقت حدودها وقلوبها مفتوحة لاستقبال اللاجئين بسخاء رغم ما تعاني منه من مشاكل، كما شدد على أهمية توفر الإرادة السياسية من أجل تفادي عمليات الترحيل القسري وما يرتبط بها من مآسي. وأوضح هنا ضرورة التركيز على قضية التنمية والذي يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع العمل على تقديم المساعدات الإنسانية. وذكّر في هذا السياق بكلمات الأب الأقدس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للاجئين والمهاجرين 2013: "المهاجرون واللاجئون ليسوا بيادقة في شطرنج البشرية. إنهم أطفال ونساء ورجال يتركون، أو يجبَرون على ترك منازلهم لأسباب عديدة، ويشاركوننا الرغبة الطبيعية عينها للمعرفة، والامتلاك، ليكونوا "أكثر"".

تطرق المراقب الدائم أيضا إلى أهمية حماية الحقوق الأساسية للبشر جميعا كأمر جوهري لتغيير أوضاع اللاجئين والنازحين، وأضاف أن وفد الكرسي الرسولي يود في هذه المرحلة الأولية الإشارة إلى بعض القضايا التي يعتبرها هامة والتي لم تتضمنها المسودة الأولى لاتفاق عالمي  حول اللاجئين التي أصدرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومن بين هذه القضايا غياب إشارة إلى البعد الروحي للاجئين وحق الحرية الدينية والحاجة إلى عمل المزيد من أجل احترام وحدة العائلة، خلية المجتمع الطبيعية والأساسية وأيضا الحق الأساسي للاجئين. أشار رئيس الأساقفة من جهة أخرى إلى تفهمه عدم إدراج بعض النقاط في المسودة لكنه دعا إلى إدراجها مجددا في برنامج العمل.

وفي ختام مداخلته في جنيف خلال التشاورات الأولى نحو اتفاق عالمي حول اللاجئين دعا المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش، إلى إجراء تقييم دوري حول تطور وإمكانية تطبيق الاتفاق العالمي وذلك في ضوء التطورات القادمة والتغيرات المستقبلية. اقترح من جهة أخرى، وانطلاقا من كون المسودة غير ملزِمة قانونيا وإن كانت تتميز بإلزام أخلاقي قوي، إضافة فقرتين في مقدمة الوثيقة، الأولى حول ضرورة اعتبار الإجراءات الواردة في الوثيقة غير منفصلة بل كمجموعة إجراءات، لا كاقتراحات مفردة لأفعال جيدة يمكن للدول الانطلاق منها بين حين وآخر حسب أولوياتها الوطنية. أما الفقرة الثانية فللتأكيد على أن الشخص البشري يظل في جميع الحالات تحت حماية مبادئ الإنسانية وما يمليه الضمير العام. 








All the contents on this site are copyrighted ©.