2018-02-03 13:22:00

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء المجلس الوطني لمكافحة الربا


استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في الفاتيكان أعضاء المجلس الوطني لمكافحة الربا ووجه لضيوفه الثلاثمائة خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم والتطرق إلى هذه الآفة المنتشرة جدا ألا وهي الربا، وذكّر بأن الكاهن ماسيمو راستريلّي أنشأ في العام 1991 أول مؤسسة تعنى بمكافحة هذه الآفة. هذا ثم أكد فرنسيس أنه يتابع عمل ونشاط هذا المجلس المتمثل في إنشاء ونشر مؤسسات وجمعيات تكافح الربا منتشرة على كامل التراب الإيطالي وهي حاضرة من خلال مئات المراكز تهتم بالإصغاء إلى الأشخاص وتربيتهم على احترام الشرعية. ولفت البابا بعدها إلى أن هذه المؤسسة تمكنت خلال ست وعشرين سنة من العمل المتواصل من إنقاذ أكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة وقعت ضحية هذه الآفة الخطيرة، واستطاعت هذه الأسر أن تستعيد منازلها، أو شركاتها، كما عادت إلى هؤلاء الأشخاص كراماتهم التي حُرموا منها، وهذا الأمر جدير بالامتنان الكبير. تابع البابا كلمته مؤكدا أن الربا يذلّ ويقتل، وهو شر قديم العهد، لكنه ما يزال وللأسف بعيدا عن الأنظار، ويعمل كالأفعى التي تخنق ضحاياها. واعتبر البابا أن مكافحة الربا تتطلب أيضا تربية الأشخاص على الاكتفاء بما هو أساسي والتمييز بين الاحتياجات الجوهرية وتلك غير الضرورية وبهذه الطريقة يبتعد هؤلاء الأشخاص عن مشكلة تراكم الديون. كما من الأهمية بمكان أن تًُربى الأذهان على التقيّد بالقوانين وعلى النزاهة، أكان فيما يتعلق بالأفراد أم الجماعات. وهذا الأمر يتطلب أيضا تفعيل العمل التطوعي كي تُمد يد المساعدة إلى الأشخاص المحتاجين في المجتمع ويخرجوا من أوضاع الذل التي يعيشون فيها.

ولم تخل كلمة البابا من التشديد على ضرورة وضع الكائن البشري وكرامته والتضامن والخير العام في صلب كل نشاط اقتصادي تقوم به المؤسسات الرسمية. وأكد فرنسيس أيضا أن الربا هو خطية كبيرة تقتل الحياة وتدوس كرامات الأشخاص وهي تقود أيضا إلى الفساد وتعيق الخير العام، وتنال أيضا من الأسس الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وشدد البابا على ضرورة التعاون بين مختلف الأطراف المعنية كي تكون المنظومة الاقتصادية والاجتماعية إنسانيةً، لافتا أيضا إلى أن الخدمة التي يقوم بها ضيوفه تتطلب منهم أن يكونوا رجالا ونساء يمارسون اللقاء والإصغاء ويمكثون إلى جانب كل محتاج وذكّر بأنه من خلال مكافحة الربا والفساد ينال الضحايا الأمل والقوة اللازمين ليستعيدوا الثقة ويتخطوا مرحلة العوز. وشجع البابا ضيوفه على إقامة حوار مع المسؤولين في حقل الاقتصاد والمال كي تُطلق مبادرات تساهم في الوقاية من ظاهرة الربا. وطلب من الجميع أن يتابعوا الخدمة التي يقومون بها بمثابرة وشجاعة، لأن عملهم يشكل خميرة ثمينة بالنسبة للمجتمع ككل. في الختام تمنى البابا أن يتم التوصل إلى أنسنة اقتصادية جديدة تضع حدا لاقتصاد الإقصاء وانعدام المساواة.








All the contents on this site are copyrighted ©.