2018-01-25 12:56:00

البابا يستقبل وفدا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلنديا لمناسبة الزيارة التقليدية السنوية إلى روما


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان وفدا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلنديا لمناسبة الزيارة التقليدية السنوية إلى روما في عيد القديس هنريك. وجه البابا لضيوفه خطاباً استهله متوجها بالشكر إلى أسقف إسبو اللوثراني على الكلمات التي وجهها للبابا باسم الوفد الزائر. وقال إنه في وقت يُختتم فيه أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين يتوجه الفكر إلى الاحتفال بالذكرى المئوية الخامسة لانطلاق الإصلاح البروتستنتي في العام 1517، لافتا إلى أن هذا الاحتفال ساهم في توطيد العلاقات بين اللوثريين والكاثوليك وشركائهم المسكونيين في العالم كله. واعتبر البابا فرنسيس أن هذا الاحتفال يبقى فرصة خصبة بالنسبة إلى العمل المسكوني، لأنه لم يشكل نقطة وصول بل نقطة انطلاق بحثا عن مسكونية الوحدة التامة والمنظورة بين المسيحيين، ارتكازا إلى الامتنان والتوبة والرجاء وهي كلها ضرورية إذا ما أردنا أن نشفي الذاكرة. بعدها أشار البابا إلى البعد المسكوني للصلاة واللقاءات الذي طبع هذا الاحتفال المشترك، وساهم في تخطي صراعات ومشاكل الماضي. وشدد على أن الاحتفال بهذه الذكرى المئوية تم في أجواء ساعدت على الفهم أن حدث الإصلاح يشكل دعوة إلى مواجهة تحدي فقدان مصداقية المسيحيين وإلى تجديد الاعتراف المشترك بالإله الأوحد والثالوث.

واعتبر فرنسيس أن العام الذي انتهى للتو ذكرنا بالزمن عندما كانت فيه وحدة المسيحيين قائمةً، ولهذا السبب شاء اللوثريون والكاثوليك أن يحتفلوا بهذه المناسبة معا في إطار الشركة المسكونية. هذا ثم لفت البابا إلى أنه تسلم من زواره نسخة عن الوثيقة التي صدرت مؤخرا عن اللجنة اللوثرية ـ الكاثوليكية للحوار في فنلنديا والتي تحمل عنوان "الشراكة في نمو. إعلان بشأن الكنيسة، الإفخارستية والخدمة". وأشار فرنسيس إلى أن هذه الوثيقة تسلط الضوء على المواضيع المقررة التي يرتكز إليها الحوار المسكوني، وتطرق في هذا السياق إلى التوافق الذي توصل إليه الطرفان بشأن عقيدة التبرير، مشيرا إلى أن هذا الأمر مهد الطريق أمام حوار أوسع وأشمل بين الكنيستين.

تابع البابا فرنسيس خطابه إلى وفد الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلنديا قائلا إن الخدمة المسكونية تتمثل بالشهادة لحضور الله الحي، خصوصا في زمن تطغى فيه العلمنة على المجتمعات، وذلك لأن التحدي الأساسي الذي يواجه العمل المسكوني يقتضي التأكيد على مركزية الله الذي كشف عن وجهه الحقيقي من خلال يسوع الناصري. وشدد البابا على أن هذه الشهادة المشتركة بين اللوثريين والكاثوليك أفسحت المجال أمام الاحتفال المشترك بالذكرى المئوية الخامسة لانطلاق الإصلاح البروتستنتي.

بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي يتزامن سنويا مع زيارة الحج التي يقوم بها الوفد اللوثري إلى روما، كما أن هذا الحدث الهام يذكّرنا بأوضاع الحاجة التي يعيش فيها الأشخاص في العديد من مناطق العالم، والتي تتطلب منا أن نعتني بهم يوحدنا الالتزام المشترك نفسه. ودعا البابا بعدها إلى رفع الصلوات للرب كي يجعل من جميع المسيحيين أدوات لسلامه في العالم كله، ويعضدهم ليقوموا برسالتهم وسط الشعوب المقسّمة، ويعملوا معاً كشهود وخدام لمحبته التي تشفي وتُصالح. هذا ثم جدد البابا ترحيبه بزواره وقال إنه يسأل الله أن يباركهم ويبارك جميع المسيحيين في فنلنديا.

 تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا قام بزيارة إلى السويد في الحادي والثلاثين من تشرين الأول أكتوبر 2016 وشارك في صلاة مسكونية في لوند إحياء لذكرى الإصلاح البروتستنتي وقال للمناسبة: نريد أن نُظهر رغبتنا المُشتركة في البقاء متحدين بالرب لننال الحياة. لنطلب منه "ساعدنا يا رب بنعمتك لنكون أكثر اتحادًا بك لنُعطي شهادة فعالة في الإيمان والرجاء والمحبّة". لقد بدأنا كاثوليك ولوثريون بالسير معًا على درب المصالحة، والآن، وفي إطار إحياء الذكرى المئوية الخامسة لإصلاح عام 1517، لدينا فرصة جديدة لنقبل مسيرة مُشتركة تمّت خلال السنوات الخمسين الأخيرة في الحوار المسكوني بين الاتحاد اللوثري العالمي والكنيسة الكاثوليكيّة. لدينا الإمكانية للتعويض عن مرحلة أساسيّة من تاريخنا ونعترف بأن الإصلاح ساهم في إعطاء محوريّة أكبر للكتاب المقدّس في حياة الكنيسة. لنطلب من الرب أن تُبقينا كلمته متّحدين، لأنها مصدر غذاء وحياة، وبدون إلهامها لا يمكننا أن نعمل شيئًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.