البابا فرنسيس يعقد مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة في طريق عودته إلى روما

عقد قداسة البابا فرنسيس أول أمس الأحد مؤتمرًا صحفيا على متن الطائرة التي أقلته إلى روما في ختام زيارته الرسولية إلى تشيلي وبيرو. خلال المؤتمر الصحفي الذي استغرق قرابة الساعة تحدّث الأب الأقدس عن تأثره بشعبي تشيلي والبيرو وردَّ على أسئلة الصحفيين وتناول مواضيع عدة من بينها الزواج الذي عقده على متن الطائرة والسياسات الليبرالية لبعض حكومات أمريكا الجنوبيّة.

قال البابا فرنسيس وقال لقد تخللت الزيارة لحظات مؤثرة عديدة، مشيرًا إلى القداس الأخير فى قاعدة لاس بالماس الجوية ليما، حيث اجتمع أكثر من مليون وثلاثمائة ألف شخص. وقال إنه تأثَّر بالمحبّة التي أظهرها له شعب تشيلي. وأشار الأب الأقدس إلى أنّه تأثّر بشكل خاص في زيارته إلى سجن النساء في سانتياغو، وقال إن رؤية هؤلاء النساء، وقدرتهنَّ على تغيير حياتهن، والعودة إلى المجتمع بفضل قوة الإنجيل، قد أثّرت فيَّ كثيرًا. وأشار أيضا إلى لقائه سكان بويرتو مالدونادو في غابات الأمازون، واللقاء مع الأطفال في "بيت الأمير الصغير".

هذا وسئل الأب الأقدس أيضا عن وضع اللجنة البابوية لحماية القاصرين، والتي كان يرأسها الكاردينال أومالي، والتي انتهت ولايتها في كانون الأول  ديسمبر الماضي ولم تجدد بعد، وإن كان ذلك يعني أن حماية القصر لم تعد تعتبر ذات أولوية. فأجاب البابا فرنسيس أنَّ الأمور تبقى كما كانت عليه مع البابا بندكتس السادس عشر من قبله، وأنَّ الخط الرسمي الذي اتخذه لا يزال خطّ "عدم التسامح المطلق"، وقال إنه يقدر العمل الذي قامت به اللجنة حتى الآن، وأن هذا العمل سيستمر؛ مشيرًا إلى أن تجديد العضوية في اللجنة جاري، ولكنّه يحتاج إلى الوقت لكي يُتمّم.

وسأل الصحفيون أيضا عن زواج لم يسبق له مثيل ترأسه البابا فرنسيس على متن طائرة خلال زيارته لتشيلي. وأوضح البابا: "استجوبتهم قليلاً، وكانت إجاباتهم واضحة - "نعم لمدى الحياة" - وكيف تعرفان هذه الأشياء؟ [سألت] هل لديكما ذاكرة جيدة؟ "لا، لا" [أجابا] لقد شاركنا في دورة تحضير للزواج". وأكّد الأب الأقدس أنَّ الزوجين كانا جاهزين، وقد طلبا منه الاحتفال بزواجهما. وأكّد البابا في إجابته أن الأسرار هي للإنسان، مشيرًا إلى قول يسوع الشهير: "إِن السَّبتَ جُعِلَ لِلإِنسان، وما جُعِلَ الإِنسانُ لِلسَّبت"؛ وأضاف: "كل الشروط كانت متمّمة، وبالتالي لماذا لا تفعل اليوم ما يمكنك القيام به اليوم، دون تركه للغد"، لأنَّ الغد قد يكون ربّما بعد ثمان أو عشرة سنوات أخرى.

هذا وقد تناول المؤتمر الصحفي مسائل تتعلق بالسياسات البيئية التي تتعارض مع حماية الطبيعة وحماية البشر؛ وضرورة استئصال الفساد في أمريكا الجنوبية. وقال البابا فرانسيس إنه ليس لديه ما يضيفه على تعليقات الكاردينال مارادياغا ردًا على سؤال يتعلق بالاتهامات القائلة بأن الكاردينال المذكور قد أساء استخدام أموال الكنيسة. وفيما يتعلق بالوضع السياسي في تشيلي، وقيمة السياسات الليبرالية، قال البابا فرانسيس يجب أن تدرس الحالات بعناية، مشيرًا إلى أنّه ليس مُطّلعًا بشكل كامل حول حالة تشيلي، ولكن هناك بلدان في أمريكا اللاتينية حيث أدّت السياسات الليبرالية إلى مزيد من الفقر، واعترف أنه ليس خبيرًا في هذا المجال، ولكن وبشكل عام، إن السياسة الليبرالية التي لا تشمل جميع الشعب هي انتقائية، ومدمِّرة".