2017-12-08 12:38:00

رسالة الكاردينال بيترو بارولين لمناسبة مرور ستين عاما على التوقيع على معاهدات روما


لمناسبة مرور ستين سنة على التوقيع على معاهدات روما استضافت العاصمة الإيطالية خلال اليومين الماضيين مؤتمراً نظمه معهد "ستورسو". وقد وجه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين رسالة إلى المؤتمرين أكد فيها أن القارة الأوروبية تجد اليوم نفسها أمام مفترق طرق بالغ الأهمية محذراً من خطر أن تبقى القارة القديمة رهينة قوى قصيرة النظر إن لم تتمكن من إعادة اكتشاف جوهر المثل التي كانت مصدر إلهام لها، ومن إيجاد الطريق الكفيلة بجعل هذه المثل أساساً للعمل المؤسساتي. كتب المسؤول الفاتيكاني في رسالته إن كل جيل يجد نفسه أمام مشاكل عدة تميّز المرحلة التي يعيش فيها، مشيراً إلى أن أجيال اليوم تواجه مشاكل تحمل طابعا عالمياً، ولا تخلو من التعقيد، هذا الأمر يتطلب تنسيقاً ذكياً وتآزراً هاماً بين كل الطاقات الموجودة داخل بلد ما.

وتحدث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في رسالته عن مشكلة هامة يعاني منها مجتمعنا المعاصر، ألا وهي موجات الهجرة القسرية لشعوب برمتها، ملقياً الضوء على المآسي التي وقعت في مختلف أنحاء العالم، لاسيما الصراعات المسلحة والحروب وما تحمل معها من نتائج مأساوية وخسائر بشرية ودمار، هذا فضلا عن المجاعات والمشاكل المرتبطة باحترام البيئة الطبيعية، والتأثير السلبي المتنامي للنشاطات البشرية على المناخ. ولم تخلُ رسالة الكاردينال بيترو بارولين من الإشارة إلى المشاكل الاقتصادية الراهنة في مجتمعات اليوم، لاسيما في القارة الأوروبية، وهي وليدة المضاربات الوهمية المالية، وتنتج عنها مخاطر كبيرة تهدد الاستقرار الاقتصادي، وأشار أيضاً إلى صعوبة خلق فرص عمل كريم ومستمر.

وتطرق في الرسالة إلى ملف أسلحة الدمار الشامل والسعي إلى السيطرة عليها وخفضها، فضلاً عن ضرورة التصدي بشكل فاعل للتعصب الإسلامي وغير الإسلامي الذي يغذي الإرهاب. ولفت نيافته إلى أن أوروبا التي خرجت من حربين عالميتين عرفت كيف تواجه بشجاعة التحديات الكبرى المتعلقة بمستقبلها. وتمكنت من إيجاد آفاق جديدة والسير باتجاهها بعزم، ونجحت في القضاء على العداوات وحوّلت الخصومة والمنافسة إلى تعاون وفرص جديدة. وقد تمكنت القارة القديمة من بلوغ الأهداف الموضوعة إذ سارت وراء المثل والمبادئ المستوحاة من المفاهيم المسيحية حيال الشخص البشري والمجتمع مدركة أهمية أن تشكل هذه المبادئ جزءا من حياة الأمم ومن العلاقات بين الدول.

وأشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في رسالته إلى أن مؤسسي المشروع الأوروبي أدركوا أن تقاسم الموارد والعمل معاً شكّلا ويشكلان الدواء الوحيد الذي يحول دون نشوب صراعات دموية جديدة شأن تلك التي ميّزت النصف الأول من القرن العشرين. وأكد نيافته أننا اليوم نحتاج إلى دفع مماثل وإلى إدراك أهمية الالتزام الجماعي وتحمّل المسؤوليات. وختم الكاردينال بارولين رسالته مذكراً المؤتمرين بأن البابا يولي أهمية كبيرة لمصير أوروبا، مدركاً أهمية غناها التاريخي والثقافي فضلاً عن الصعوبات المطروحة اليوم أمامها.








All the contents on this site are copyrighted ©.