2017-11-16 12:19:00

رسالة البابا إلى المشاركين في اللقاء الإقليمي الأوروبي للجمعية الطبية العالمية المنعقد في الفاتيكان


بعث البابا فرنسيس هذا الخميس برسالة إلى المطران فنشنسو باليا رئيس الأكاديمية البابوية للحياة والمشاركين في اللقاء الإقليمي الأوروبي للجمعية الطبية العالمية الذي بدأ أعماله صباح اليوم في الفاتيكان وتنظمه الأكاديمية الحبرية المذكورة. كتب البابا في الرسالة أن المواضيع المطروحة على طاولة النقاش تتمحور حول مسائل مرتبطة بالمرحلة النهائية لحياة الإنسان الأرضية. ولفت فرنسيس إلى أن الطب طوّر مؤخراً قدراتٍ علاجيةً جديدة، ما أفسح المجال أمام التغلّب على العديد من الأمراض وتحسين مستوى الصحة وإطالة عمر الإنسان، لكنه أشار إلى ضرورة أن تكون هذه الممارسات الطبية مرفقةً بالحكمة كي لا تؤثّر سلباً على الخير المتكامل للكائن البشري.

بعدها تطرق البابا إلى كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الذي يشير إلى حتمية الموت وضرورة أن يعترف الطب بعجزه عن تفادي موت الإنسان. وأوضح فرنسيس أنه يتعين على الطب أيضاً ألا يمارس العلاجات بطريقة ميكانيكية إذ لا بد أن يقوم الأطباء بدرس كل حالة  بشكل منفرد وتقييم وضع المريض وظروف مرضه، وينبغي أن يحظى المرضى ـ الذين يعيشون مراحل الحياة الأخيرة ـ بالمرافقة بشكل يحترم كرامتهم الإنسانية. كما أن كل القرارات المرتبطة بالعلاج يجب أن يتخذها المريض نفسه إذا ما كان قادراً على ذلك بحسب كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. وهذا الأمر ـ مضى البابا يقول ـ يتطلب تواصلاً وحواراً مع الأطباء وتقييماً للعلاجات المقترحة!

هذا ثم أشار البابا في رسالته إلى ضرورة أن ترتكز كل مقاربة علاجية وطبية إلى مثل السامري الصالح في الإنجيل، إذ ينبغي ألا يتم التخلي عن المريض إطلاقاً وهذا الأمر يتطلب عيش المحبة والقربة والتعاضد تجاه المريض. كما لا بد أن يتمتع المريض بمحبة الأب والأم والأخ والأخت والطبيب والممرض وهذا الأمر يساعد المريض ـ في آخر أيامه ـ على مواجهة الموت بعيداً عن القلق والألم والوحدة.

ولم تخلُ رسالة البابا من الإشارة إلى ضرورة التوصل إلى توافق حول هذه المواضيع، لاسيما في المجتمعات الديمقراطية لافتاً إلى مسؤولية كل دولة في توفير الحماية والرعاية لجميع مواطنيها بدون أي تمييز، مع إيلاء اهتمام خاص بشرائح المجتمع الأشد ضعفاً وشدد ختاما على ضرورة أن تأخذ التشريعات في المجالين الطبي والصحي هذه المبادئ في عين الاعتبار.








All the contents on this site are copyrighted ©.