2017-10-06 12:04:00

رسالة الكاردينال بارولين إلى المشاركين في مؤتمر دولي يُعقد في مالتا حول موضوع: محيطنا، محيطُ حياة


بعث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين برسالة إلى المشاركين في مؤتمر دولي يُعقد في جزيرة مالتا يومي الخميس والجمعة حول موضوع "محيطنا، محيطُ حياة". قرأ الرسالة على المؤتمرين رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي واستلها بارولين مبلغاً تحيات البابا فرنسيس إلى جميع المشاركين في أعمال المؤتمر الرابع من نوعه ولفت إلى أن النقاشات والمداخلات تتطرق إلى قضية معقدة ألا وهي حالة المحيطات، وقال إن البابا يشجع الجميع على البحث عن حلول ملموسة لهذه المشاكل التي تنعكس سلبا على أعداد كبيرة من الرجال والنساء حول العالم خصوصا إذ ما أخذنا في عين الاعتبار أن البحار والمحيطات تُستخدم من قبل المتاجرين بالكائنات البشرية، هذا فضلا عن قطاع الشحن وصيد الأسماك الذي يعمل فيه العديد من الأشخاص في ظروف صعبة.

بعدها أشار المسؤول الفاتيكاني إلى أنه من واجب الإنسان الاعتناء بالبحار والمحيطات، كجزء أساسي من نظرة متكاملة للتنمية البشرية. كما لا بد أن تُتخذ إجراءات متعددة الأطراف من أجل البحث المشترك عن الخير العام، ترتكز إلى القانون الدولي ومبدأ الدعم والمساعدة واحترام كرامة كل كائن بشري. هذا ثم أكد الكاردينال بارولين أن المحيطات هي في الواقع الإرث المشترك للعائلة البشرية برمتها، لذا ينبغي أن ننظر إلى المحيطات على أنها محيطاتنا، ومن هذا المنطلق لا يسعنا أن نتجاهل المشاكل المرتبطة بتلوّث المحيطات التي تؤثر مباشرة على السلسلة الغذائية وعلى صحة الحيوانات البحرية والإنسان وهذا الأمر سبق أن أشار إليه البابا فرنسيس في رسالته العامة كن مسبحا، خصوصا عندما يؤكد على ترابط الأمور مع بعضها البعض.

وأشار بارولين أيضا إلى الحاجة اليوم لتكنولوجيات متطورة تسمح بترقب المشاكل المتعلقة بإدارة المحيطات هذا فضلا عن اعتماد نمط جديد للحياة، ونماذج جديدة للإنتاج والاستهلاك. ولفت نيافته إلى أن الإنسان اعتقد لزمن طويل أن المساحات الشاسعة للمحيطات تفسح المجال أمام الاستهتار وتلويث المحيطات بالنفايات السامة، وذلك دون إيلاء أي اهتمام بالتبعات التي تترتب على المنظومات الإيكولوجية البحرية والساحلية. وأضاف أن الجماعة الدولية تولي اهتماما كبيراً بأوضاع الجرائم والمآسي البشرية التي تحصل في البحر بدون السعي إلى معالجة الأسباب الكامنة وراءها، وقد آن الأوان لإيجاد حلول لهذه المشاكل تعود بالفائدة على أجيال اليوم والغد.

بعدها أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أهمية المحيطات والمياه بصورة عامة بالنسبة لجميع الديانات لذا يمكن للبعد الروحي للإنسان أن يشكل حافزا من أجل الدفاع عن المحيطات وحمايتها، وذلك في إطار السعي إلى حماية البيئة والاعتناء بالخلق بشكل عام، كما جاء في الرسالة العامة كن مسبحا، فضلا عن ذلك يمكن أن يُقام حوار مثمر وبناء بين العلم والدين على الرغم من اختلاف المقاربتين في فهمهما للواقع. في ختام رسالته شدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على أهمية التربية بغية الحفاظ على هذا العهد بين البشرية والبيئة. لذا من الأهمية بمكان أن تُبذل الجهود اللازمة من أجل تربية الأجيال الناشئة على الاعتناء بالمحيطات ومساعدتها على النمو في المعرفة والتقدير والتأمل بوسع المحيطات وعظمتها وختم مؤكدا مرة جديدة أن البابا يتمنى التوفيق للمشاركين في المؤتمر.








All the contents on this site are copyrighted ©.