2017-09-29 13:24:00

البابا يستقبل المشاركين في الجمعيّة العامة للمجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعيّة العامة للمجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وشكرهم على التزامهم في متابعة عيش ثمار يوبيل الرحمة في الجماعة الكنسيّة وقال لقد كانت هذه السنة المقدّسة مرحلة نعمة عاشتها الكنيسة بأسرها بإيمان كبير وروحانيّة عميقة. وقد شعر شعب الله بقوّة بعطيّة الرحمة وعاش اليوبيل من خلال إعادة اكتشافه لسرّ المصالحة كمكان مميّز لاختبار صلاح الله وحنانه ومغفرته اللامحدودة.

تابع الأب الأقدس يقول إن إعلان الرحمة الذي يصبح ملموسًا ومرئيًّا من خلال أسلوب حياة المؤمنين ينتمي بشكل وثيق إلى التزام كلِّ مبشِّر، اكتشف بدوره أولاً الدعوة إلى الرسالة بقوّة الرحمة التي نالها؛ وبالتالي لا يجب على من يحمل مسؤوليّة إعلان الإنجيل أن ينسى أبدًا كلمات بولس الرسول هذه: "أَشكُرُ لِلمَسيحِ يسوعَ رَبِّنا الَّذي مَنَحَني القُوَّة أَنَّه عَدَّني ثِقَةً فأَقامَني لِخِدمَتِه، أَنا الَّذي كانَ في ما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا، ولكِنِّي نِلْتُ الرَّحمَة لأَنِّي كُنتُ أَفعَلُ ذلِكَ بِجَهالَة، إِذ لم أَكُنْ مُؤمِنًا، ففاضَت عَلَيَّ نِعمَةُ رَبِّنا مع الإِيمانِ والمحبَّةِ في المسيحِ يسوع. إِنَّه لَقَولُ صِدْقٍ جَديرٌ بِالتَّصْديقِ على الإِطْلاق، وهو أَنَّ المسيحَ يَسوعَ جاءَ إِلى العالَم لِيُخَلِّصَ الخاطِئِين، وأَنا أَوَّلُهم  فإِنِّي ما نِلْتُ الرّحمَةَ إِلاَّ لِيُظْهِرَ المسيحُ يسوعُ طُولَ أَناتِه فِيَّ أَوَّلاً ويَجعَلَ مِنِّي مَثَلاً لِلَّذينَ سَيؤمِنونَ بِه، في سَبيلِ الحَياةِ الأَبدِيَّة" (1 طيم 1، 12- 16).

أضاف الحبر الأعظم يقول نصل الآن إلى موضوع البشارة، وبالتالي من الأهميّة بمكان أن نكتشف على الدوام أنها وبطبيعتها تنتمي إلى شعب الله، ولذلك أرغب بتسليط الضوء على جانبين. الأول وهو الإسهام الفردي الذي تقدّمه الشعوب وثقافاتها لمسيرة شعب الله. إذ أنّه من كل شعب ننطلق نحوه ينبعث غنى دُعيَت الكنيسة للاعتراف به وتقديره لكي تُحقق ملء الوحدة للجنس البشري بأسره إذ أنها في المسيح بمثابة السرّ، أيّ العلامة والأداة في الاتّحاد الوثيق بالله، وهذه الوحدة ليست بحسب الجسد وإنما بالروح الذي يقود خطانا.

تابع الأب الأقدس يقول أن نكون شعبًا مبشِّرًا – وهذا الجانب الثاني – يجعلنا ندرك الدعوة التي تسمو على كل استعداد وجهوزيّة فرديّة لتدخل في مُخطط معقد لعلاقات إنسانيّة تسمح باختبار الوحدة العميقة لجماعة المؤمنين وبشريّتها. لذلك من الأهميّة بمكان أن نعرف كيف ندخل إلى قلوب شعبنا لنكتشف ذلك المعنى لله ومحبته الذي يقدّم الثقة والرجاء للنظر إلى الأمام بسلام بالرغم من الصعوبات والفقر الذي نُجبر على عيشه بسبب جشع البعض.

وختم البابا فرنسيس كلمته للمشاركين في الجمعيّة العامة للمجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إنّ المرحلة الجديدة للبشارة التي دُعينا للسير بها هي بالتأكيد عمل الكنيسة بأسرها "الشعب الذي يسير نحو الله". إنَّ إعادة اكتشاف أفق المعنى والتطبيق الراعوي هذا بإمكانها أن تعزّز الدفع للبشارة بدون أن تنسى القيمة الاجتماعيّة التي تنتمي إليها من أجل تعزيز بشريّ شامل وحقيقي.








All the contents on this site are copyrighted ©.