2017-09-19 14:20:00

رسالة البابا فرنسيس بالذكرى المئوية الأولى لوفاة القديسة فرانشيسكا كابريني


احتفالاً بالذكرى المئوية الأولى لوفاة القديسة فرانشيسكا كابريني وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة للرئيسة العامة لمرسلات قلب يسوع الأقدس كتب فيها تشكّل الذكرى المئوية الأولى لوفاة القديسة فرانشيسكا سافيريو كابريني أحد الأحداث الأساسيّة التي تطبع مسيرة الكنيسة في هذا العام إن كان لعظمة شخصيّتها التي نتذكّرها وإما لآنيّة موهبتها ورسالتها ليس للجماعة الكنسيّة وحسب وإنما للمجتمع بأسره.

تابع الحبر الأعظم يقول لقد قبِلَت القديسة فرانشيسكا سافيريو كابريني من الله دعوة إرساليّة يمكن اعتبارها فريدة بالنسبة لذلك الزمن: تنشئة نساء مكرسات وإرسالهنَّ إلى العالم بأسره، في إطار أفق إرسالي بلا حدود، لا ليكُنَّ مجرّد مُساعِدات للمعاهد الرهبانيّة أو المرسلين وإنما مع موهبة تكرّس نسائيٍّ خاصة في الاستعداد الكامل للتعاون مع الكنائس المحليّة والرهبانيات المختلفة المُكرّسة لإعلان الإنجيل للأمم. لقد وُلِد هذا التكرُّس الإرسالي والنسائي في الأُم كابريني من الإتحاد الكامل والمُحِبّ بقلب المسيح الذي تتخطّى رحمته جميع الحدود. فقد عاشت وولَّدت في راهباتها دفعًا للتعويض عن الشرِّ المُرتكب في العالم وعن الابتعاد عن المسيح، وقد كان يعضدها في رسالتها قول القديس بولس: "أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني"، والذي أصبح شعارها.

أضاف الأب الأقدس يقول لقد حرّكت موهبة القديسة فرانشيسكا سافيريو كابريني تفانيًا كاملاً وحكيمًا تجاه المهاجرين الذين كانوا يتركون إيطاليا منطلقين نحو العالم الجديد. لقد كان هذا الخيار ثمرة لطاعتها الصادقة والمُحبَّة للأب الأقدس البابا لاوون الثالث عشر، بدون أن تستثني مجالات الرسالة الأخرى. إن تنقلات الشعوب الضخمة الحاصلة اليوم، مع التوترات التي تولّدها، تجعل من القديسة فرانشيسكا سافيريو كابريني شخصيّة آنيّة. فهذه القديسة تجمع، بشكل خاص، الاهتمام بأوضاع الفقر والهشاشة بحسٍّ ثقافيٍّ واعٍ يلتزم، من خلال حوار مستمرٍّ مع السلطات المحليّة، بالحفاظ على التقليد المسيحي الذي ناله المهاجرون في بلدانهم وتعزيزه؛ ويقدّم لهم من جهة أخرى السبيل للإندماج بشكل كامل في ثقافة بلدان الوصول. إن الهجرات الكبيرة الحاصلة اليوم تحتاج لمُرافَقةٍ مُفعمة بالمحبّة والذكاء كتلك التي تميّز موهبة القديسة فرانشيسكا كابريني، في ضوء لقاء بين الشعوب يغني الجميع ويولِّد وحدة وحوارًا لا عداوة وانقسامًا.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول تدعونا الذكرى المئوية الأولى لوفاة القديسة فرانشيسكا كابريني لندرك مجدّدًا هذه الأمور كلّها بامتنان حميم وفَرِح لله. وهذا الأمر يشكل عطيّة كبيرة لاسيما بالنسبة لكنَّ يا بنات الأُم كابريني الروحيات. ليتمكّن معهدكنَّ وكل جماعة وكل راهبة من أن ينالوا وفرة حلول الروح القدس الذي ينعش الإيمان وإتباع المسيح بحسب موهبة المؤسِّسة ويدفع العديد من المؤمنين العلمانيين كي يعضدوا يتقاسموا عملكنَّ الإنجيلي في الإطار الاجتماعي الحالي. 








All the contents on this site are copyrighted ©.