مقابلة مع أسقف "أندونغ" بكوريا الجنوبية بشأن التوتر القائم بين بيونغ يانغ وواشنطن

على أثر استمرار تبادل التهديدات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية وفي وقت أعلنت فيه حكومة بيونغ يانغ أنها تستعد لإطلاق صاروخ بالستي جديد في الخامس عشر من الشهر الجاري أجرى القسم الفرنسي في إذاعة الفاتيكان مقابلة مع أسقف أبرشية أندونغ بكوريا الجنوبية المطران الفرنسي رينيه دوبون، الذي أكد أن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إين يسعى بجهد إلى إرساء أسس السلام في المنطقة وهو بالتالي يحظى بدعم الجماعة الكاثوليكية المحلية. ولفت إلى أن الرئيس الكوري الجنوبي يطالب باتخاذ موقف حازم تجاه حكومة بيونغ يانغ، لكنه في الوقت نفسه يسعى إلى الترويج للحوار مع كوريا الشمالية وقد اقترح أن تستضيف بلاده مؤتمراً للسلام. وشدد الأسقف الفرنسي على أهمية الحوار كأداة لحلّ الخلافات والصراعات، لافتاً إلى أن المسؤولين في كوريا الشمالية لا يتحدثون عن الحوار لأنهم ليسوا أحراراً في قراراتهم إذ إنهم مرغمون على الامتثال لأوامر القيادة التي ترفض الحوار في الوقت الراهن. وذكّر بغياب الحريات في كوريا الشمالية، لاسيما حرية التعبير، وهذا الأمر ينطبق على الوزراء وعلى الدبلوماسيين في الخارج.

وبالتزامن مع هذه المقابلة عبّرت الكنيسة الكاثوليكية وباقي الكنائس المسيحية في كوريا الجنوبية عن قلقها البالغ حيال آخر التطورات، إذ بعث "المجلس الوطني للكنائس" برسالة طارئة إلى رئيس البلاد مون جاي إين حثّه فيها على متابعة مساعي الحوار مع كوريا الشمالية من أجل التخفيف من حدة التوتر بين بيونغ يانغ والولايات المتحدة. وعبّر المجلس في الوثيقة عن أمله بإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية. وقد تبنى الموقف نفسه رئيس أساقفة سيول الكاردينال أندرو يوم سو جونغ داعياً قيادة كوريا الشمالية إلى الحوار. وعلى الرغم من اشتداد حدة الحرب الكلامية بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد وزير الخارجية الأمريكي جايمس ماتيس أن إدارة الرئيس ترامب تسعى ـ بالتعاون مع حلفائها ـ للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الراهنة مع كوريا الشمالية، وقد جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تأكيد السلطات في كوريا الجنوبية أن المناورات العسكرية البرية والجوية المشتركة التي تُنظّم سنويا مع الولايات المتحدة ستجري هذا العام في موعدها المحدد أي بين الحادي والعشرين والحادي والثلاثين من شهر آب أغسطس الجاري.