2017-05-30 14:37:00

مقابلة مع رئيس أساقفة سكوتاري بمناسبة زيارة أساقفة ألبانيا التقليديّة للأعتاب الرسوليّة


بمناسبة زيارة أساقفة ألبانيا التقليديّة للأعتاب الرسوليّة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع المطران أنجلو مسافرا رئيس أساقفة سكوتاري ورئيس مجلس أساقفة ألبانيا تحدّث فيها عن حياة الكنيسة في ألبانيا والتحديات التي تواجهها.

قال المطران أنجلو مسافرا إنّه زمن نعمة لكنيستنا واللقاء مع الأب الأقدس والمجامع الرومانيّة هو مناسبة لتعزيز الرابط مع الكنيسة الأم وإنما هو أيضًا مناسبة للفحص والمواجهة وهي ضروريّة للاستمرار في بناء الجماعة المؤمنة. لقد عرفت كنيستنا ألم الإضطهاد لكننا نراها اليوم قائمة وفي مسيرة ولدينا خبرات جميلة تُظهر نمو هذه الكنيسة. وعندما نتحدّث عن نمو من الواضح أننا نقصد أيضًا أنه لا تزال هناك مسيرة ينبغي القيام بها، وأعتقد أنّ هذا الأمر يصلح أيضًا للجماعات المسيحيّة في العالم كلّه. إن تحدياتنا الأقوى متعلّقة بانثقاف الإنجيل الذي يأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي في ألبانيا والمتعدد الأديان، أما التحدي الأهم فهو تعزيز الدعوات ونقص الإكليروس المحلّي والإرسالي.

تابع رئيس أساقفة سكوتاري يقول يهمّنا جدًّا مصير المجتمع الألباني ولذلك غالبًا ما نجعل من أنفسنا مشجّعين ومسؤولين عن الديانات الأخرى والمداخلات المفعمة بالرجاء التي لا تؤثِّر على الخيارات السياسيّة وإنما على أسلوب عيش السياسة والذي يأخذ بعين الاعتبار الخير العام ومشاكل الناس الحقيقيّة. حتى وإن كنا دولة في طور النمو فقد لمست الأزمة الاقتصاديّة ونقص العمل ألبانيا أيضًا، ولا يزال العديد من العائلات والشباب يهاجرون ويفقرون وطننا؛ ظلم وفساد وصعوبات اقتصاديّة من أجل العناية الصحيّة وحقوق العمال التي يتمُّ تجاهلها فتجعل الفقراء أكثر فقرًا.

أضاف رئيس مجلس أساقفة ألبانيا متحدّثًا عن المساهمة التي يقدّمها الكهنة والمكرّسون في النشاط الصحي والتربوي والراعوي وقال إنَّ جانب أعمال المحبة هو الذي ميّزنا ككنيسة منذ سقوط النظام الشيوعي. وبالتالي تمثّلنا جيدًا أيقونة السامري الصالح ليس فيما يتعلّق بالمداخلات المميّزة المتعلّق بالأمور الصحيّة وإنما أيضًا بتلك التي تتعلّق بالتنشئة. تشكل المدارس الكاثوليكيّة في ألبانيا اليوم مصدر فخر للكنيسة الكاثوليكيّة وإنما أيضًا دافعًا للقلق لعدم وجود الشروط السياسية والاقتصاديّة التي تسمح لنا بتحقيق ذلك التأثير التربوي الذي نرغب بتقديمه. ولذلك فإن عمل المكرّسين في هذا المجال قاطع وحاسم.

تابع رئيس أساقفة سكوتاري متحدّثًا عن الصعوبات التي تواجهها الكنيسة في البشارة وقال إن الصعوبة الأولى هي النقص في الإكليروس والوسائل الاقتصاديّة الكافية، بالإضافة إلى النقص في البنى التحتيّة حتى وإن كانت قد أصبحت أفضل؛ إنها مشكلة جديّة إن كان للكنيسة في خدمتها للجماعات المسيحيّة التي تقيم في المناطق غير السالكة لاسيما خلال فصل الشتاء، وإنما للدولة أيضًا لاسيما فيما يتعلّق بالخدمات الصحيّة الأساسيّة والأمن العام. إنّ ظاهرة الهجرة وظاهرة الهروب إلى المدن قد غيّرتا الجغرافيّة الدينيّة في البلاد وتدفعاننا إلى الانطلاق في استراتيجيات راعويّة جديدة.

أضاف رئيس مجلس أساقفة ألبانيا متحدثًا عن علاقة الكنيسة الكاثوليكيّة مع الكنائس الأخرى ومع الإسلام وقال يمكننا القول أنّ العلاقات جيّدة ولا تغيب أبدًا مناسبات الحوار والتعاون في المناسبات الخاصة. إن التعايش السلمي بين الأديان هو كنز ينبغي علينا الحفاظ عليه وحمايته في ألبانيا. لا تغيب أحيانًا الأخبار التي تجعلنا نخاف بسبب نوع من التطرّف ولكن هذا الأمر لا يجعلنا نيأس بل يحثنا على المضي في التأكيد على المُتغيّرَين العزيزين على قلب الشعب الألباني: الإيمان والوطن. فالإيمان لا يزال قويًّا في ألبانيا بنعمة الله ولكن يمكننا أن نلاحظ انخفاضًا بسبب العلمنة المهيمنة، ولكنّه ليس ابتعادًا عن الإيمان بالمعنى الحصري للكلمة وإنما هو نوع من اللامبالاة التي تتطلّب منا عناية أكبر لاسيما في إطار التنشئة.

تابع رئيس أساقفة سكوتاري يقول نحن كنيسة شابة حيث يمكن أن نتنفّس الرغبة في النمو، لكنّها أيضًا كنيسة مفعمة بالتاريخ والتقاليد وتحمل لون دماء شهدائها الذين تمّ إعلان تطويب ثمانية وثلاثين منهم في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. إنهم غنى ينبغي علينا اكتشافه لاسيما للمثال الذي يمكنهم أن يقدّموه للأجيال الشابة لمحبّتهم للمسيح والكنيسة.

وختم المطران أنجلو مسافرا رئيس أساقفة سكوتاري ورئيس مجلس أساقفة ألبانيا حديثه لإذاعتنا مشيرًا إلى التحدي الذي يواجهه أساقفة ألبانيا بحسب تعاليم البابا فرنسيس وقال إن التحدي الأكبر هو بدون شك الرحمة التي تعانق العدالة وتحدّي الجسور التي تتخطّى الجدران وتحدّي إنجيل حي يُحيي من يعيشه. 








All the contents on this site are copyrighted ©.