2017-05-01 11:52:00

الكاهن اليسوعي المصري خليل سمير يعلّق على زيارة البابا الرسولية إلى مصر


في ختام زيارة البابا فرنسيس الثامنة عشرة خارج الأراضي الإيطالية والتي قادته إلى مصر يومي الجمعة والسبت الماضيين وحملت شعار "بابا السلام في مصر السلام"، أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع الكاهن اليسوعي المصري سمير خليل سمير أستاذ علم الإسلاميات في المعهد الحبري الشرقي في روما، الذي أشار إلى أهمية هذا الحدث لكونه وحّد المسيحيين والمسلمين وشجعهم على أن يكونوا بناةً للسلام ويواجهوا العنف. اعتبر الكاهن اليسوعي أن هذه الزيارة الرسولية تكللت بالنجاح كما أنها اكتسبت أهمية كبرى لأن مصر تعيش حالة من العزلة. وهذا الأمر سمح للمصريين بتنفّس الصعداء خصوصا وأن أهالي مصر يشعرون بالمشاكل الناجمة عن تفشّي ظاهرة الإرهاب. وقد شاهدوا في البابا فرنسيس شخصا يقف إلى جانبهم ويتعاطف معهم، وقد شكلت زيارته مصدر تشجيع بالنسبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومؤسسة الأزهر وخصوصا بالنسبة لمسيحيي مصر الذين يعانون بسبب الإرهاب.

هذا ثم اعتبر الأب خليل سمير أن زيارة البابا إلى مصر اكتسبت أهمية كبرى في وقت يشعر فيه المسلمون بأنهم متحدون مع مواطنيهم المسيحيين في محنة الاعتداءات الإرهابية هذه، ولفت إلى أن المسلمين عبروا عن تضامنهم مع الأقلية المسيحية في مصر، مشيرا إلى وجود شخصيات مسلمة قالت للمسيحيين "أنتم أخوتنا"، وهذا الأمر جاء تعبيرا عن إحدى نتائج زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، على حد قول الكاهن اليسوعي. في رد على سؤال بشأن الحوار الإسلامي ـ المسيحي، ومدى تأثير لقاء البابا مع شيخ الأزهر على هذا الحوار أكد الأب خليل سمير أن البابا فرنسيس يثق بالإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، ويثق أيضا بمؤسسة الأزهر ويشجعها ويدعمها ويود أن يقول: "تابعوا نهج اللاعنف هذا"، ومواقف البابا تأتي لتشجع نشاط الأزهر وبالتالي يمكن لهذه المرجعية الدينية المسلمة الاعتماد على دعم المسيحيين لها.

فيما يتعلّق بتأثير زيارة البابا على الجماعة القبطية الكاثوليكية في مصر أكد أستاذ علم الإسلاميات في المعهد الحبري الشرقي في روما أن هذه الأقلية التي تعد حوالي ثلاثمائة ألف شخص شعرت بقرب البابا منها وهذا أمر في غاية من الأهمية. كما أن زيارة البابا إلى مصر جاءت لتقول إن فرنسيس هو بابا جميع المسيحيين، لا الكاثوليك وحسب، وقد عبّر عن أخوّته مع الجميع، دون استثناء أي طرف. وهذا الأمر تبيّن من خلال معانقته لشيخ الأزهر وللرئيس السيسي، وهذه المعانقة كانت معبّرة أكثر من الخطابات. ولم تخل كلمات الكاهن اليسوعي من الإشارة إلى الحوار مع الأرثوذكس، لافتا في هذا السياق إلى الاتفاق الذي تم مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشأن سر المعمودية، والذي شكل خطوة هامة إلى الأمام لم يكن تصوّرها ممكنا! وختم الأب خليل سمير حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن البابا شاء أن يحمل هذه الرسائل إلى الشعب المصري على اختلاف تنوعه ويتعين اليوم على هذا الشعب أن يترجم هذه الدعوة في الحياة اليومية.








All the contents on this site are copyrighted ©.