2017-04-04 11:49:00

مؤتمر دولي في الفاتيكان لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لصدور الرسالة العامة: ترقي الشعوب


افتُتحت يوم أمس الاثنين في قاعة السينودس الجديدة بالفاتيكان أعمال مؤتمر دولي بعنوان "آفاق لخدمة التنمية البشرية المتكاملة: خمسون سنة على صدور ترقي الشعوب". انتهت الأعمال هذا الثلاثاء ونظمت المؤتمر الدائرة المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة بهدف التعمق في الآفاق اللاهوتية والأنتروبولوجية والرعوية الواردة في هذه الرسالة العامة التي أصدرها البابا الراحل بولس السادس في العام 1967. وقد افتتح أعمال المؤتمر الدولي أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في قداس ترأسه صباح الاثنين في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان وألقى عظة سلط فيها الضوء على أهمية التنمية البشرية المتكاملة التي ينبغي أن تشكل ركيزةً للقضاء على الظلم المحدق بكرامة الكائن البشري خصوصا في زمن تنمو فيه القوى السياسية والاقتصادية على حساب الأشخاص الضعفاء.

أكد نيافته أن التنمية تتطلب العبور من وضع حياة سيء إلى تحسين الظروف المعيشية ولفت إلى أن هذا الأمر يعني تخطي حالة الفقر وتوفير إمكانية الحصول على مقومات الحياة الرئيسة والقضاء على المشاكل الاجتماعية وتوسيع آفاق المعارف فضلا عن التحصيل التربوي والثقافي. من هذا المنطلق ـ تابع الكاردينال بارولين يقول ـ يمكن الوصول إلى إدراك أوسع لكرامة الأشخاص الآخرين ولأهمية الخير العام فضلا عن تعزيز الرغبة في تحقيق السلام.

وفي معرض حديثه على الرسالة العامة للبابا بولس السادس "ترقي الشعوب" قال الكاردينال بارولين إن هذه الوثيقة الهامة تمكنت وللمرة الأولى من نشر التعاليم الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية على الصعيد العالمي كما أكدت الرسالة أن التنمية البشرية لا تقتصر فقط على النمو الاقتصادي البحت. واعتبر نيافته أن هذا النمو الاقتصادي وكي يكون نموا أصيلا لا بد أن يكون متكاملا ويعزز في الآن معا نمو الإنسان وكل الإنسانية. وأكد أن ما يهم في نهاية المطاف هو الإنسان: كل فرد وكل جماعة وصولا إلى العائلة البشرية بأسرها.

هذا ثم تحدّث المسؤول الفاتيكاني عن النقاشات الدائرة بشأن الإستراتيجيات الرامية إلى القضاء على ما ينتهك الكرامة البشرية وتخطي أوضاع الظلم اليومية وإرساء أسس مستقبل من الرخاء. وغالبا ما تأتي الحلول المقترحة لتتعارض مع النوايا الحسنة وتعزز النفوذ الاقتصادي والسياسي للبعض على حساب الآخرين. ولفت نيافته في هذا السياق إلى ضرورة استبدال حب السلطة بسلطة الحب.

ومن بين المشاركين في المؤتمر الدولي عميد مجمع عقيدة الإيمان الكاردينال جيرهارد لودفيك مولر الذي حذّر من البرنامج الحالي للنمو التوتاليتاري لإنسانية مناوئة لله مؤكدا أن هذا المشروع يتعارض تماما مع ما تقترحه الكنيسة الكاثوليكية على العالم إذ إنها تقترح نموا متكاملا يرتكز إلى خلاصة التعاون البشري الأصيل في إطار السعي إلى تحقيق المخطط الخلاصي لله.

وعلى هامش أعمال المؤتمر أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع المطران سيلفانو ماريا تومازي أمين سر دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة الذي أكد أن رسالة "ترقي الشعوب" التي ما تزال صالحة اليوم تشير إلى أن الترقي لا يتم إن لم يشتمل على كل متطلبات واحتياجات الشخص البشري، بدءا من الحاجة إلى الطعام والرعاية الصحية والتعايش السلمي وصولا إلى البعد المتسامي للإنسان الذي يتمثل في علاقته مع الله. وختم المطران تومازي حديثه مؤكدا أن الخطاب السياسي الذي يبرز في الرسالة العامة "ترقي الشعوب" هو دعوة إلى تحمل المسؤولية من قبل صانعي القرارات السياسية المدعوين إلى الالتزام في إقامة علاقات إنسانية بين الأشخاص والجماعات الذين يشكلون العائلة البشرية عوضا عن السعي إلى بناء الجدران ورفع الحواجز.           








All the contents on this site are copyrighted ©.