2017-03-30 14:58:00

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في المجمع العام لرهبانية القديس جيرولامو إيميلياني


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس المشاركين في المجمع العام لرهبانية القديس جيرولامو إيميلياني والذين يُعرفون بالـ "somaschi" وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إن الشعار الذي اخترتموه لمجمعكم العام "لنعبر إلى الجهة الأخرى مع إخوتنا الذين نريد أن نعيش ونموت معهم" يشير إلى مرحلة أساسيّة من تاريخ رهبانيّتكم، في الواقع وبدءًا من العام 1921 تركت مجموعة من رهبان الـ "somaschi" الشواطئ الأوروبيّة ووصلوا إلى شواطئ القارة الأمريكيّة. لقد كان قرار بانفتاح رسولي حاسم، منح دفعًا جديدًا وآفاقًا رسوليّة واسعة لعائلتكم الرهبانيّة.

تابع الأب الأقدس يقول لقد اخترتم الآن أن تستقوا من الحوافز المثاليّة لدفع البشارة كي تحقّقوها في حاضر الكنيسة والمجتمعات بالأمانة لموهبة مؤسسكم والإدراك للأوضاع الاجتماعيّة والثقافيّة المتحوّلة. في هذا التمييز تعضدكم ثمار يوبيل رهبانيتكم الذي ساعد ولا زال يساعد جماعاتكم. وفي تلك المناسبة المهمّة التي احتفلتم بها بالذكرى المئويّة الخامسة لتأسيس رهبانيتكم أرسل لكم سلفي المكرم البابا بندكتس السادس عشر رسالة حثّكم فيها على إتباع المثال المنير للقديس جيرولامو إيميلياني والاعتناء بأشكال الفقر الأخلاقية والجسديّة والوجوديّة التي يعاني منها الشباب ولاسيما الفقر إلى الحب، أساس كل مشكلة بشريّة.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن المثال الذي حرّك القديس جيرولامو إيميلياني هو إصلاح الكنيسة من خلال أعمال المحبّة، وقد كان مشروعه إصلاح نفسه أولاً في الأمانة للإنجيل ومن ثم الجماعة المسيحيّة والمجتمع المدني اللذان لا يمكنهما أن يتجاهلا الصغار والمهمّشين بل ينبغي عليهما أن يساعداهم ويعززا نموّهم البشري الشامل. أنا أيضًا أشجّعكم على البقاء أمناء للوحي الأول وكي تستعدوا على الدوام للانطلاق للذهاب نحو البشريّة المجروحة والمهمّشة من خلال خيارات إنجيليّة فعّالة تولد من القدرة على النظر إلى العالم والبشريّة بعينيِّ المسيح. إن ما يميّز دعوتكم هو العناية بالأخيرين ولاسيما الأيتام والشباب المتروكين بحسب الأسلوب التربوي لمؤسِّسكم الذي يتمحور حول الشخص البشري وكرامته ونمو مهاراته العقليّة واليدويّة.

تابع الأب الأقدس يقول لكي تجعلوا خدمتكم للإنجيل أكثر مناسبة لأوضاع الناس الملموسة أنتم تطوّرون أساليب جديدة للقيام برسالتكم. لاسيما، وانطلاقًا من الواقع اليومي لرهبانيّتكم أنتم تواجهون مسألة جوانبها الدوليّة والمتباينة الثقافة فيما يتعلّق بخدمة الفقراء والأخيرين. أشجعكم على التنبّه على مختلف أشكال التهميش في الضواحي الجغرافيّة والوجوديّة. لا تخافوا من أن تتركوا "الأزقّة القديمة" وتواجهوا تحوّل الهيكليات حيث تقتضي الحاجة من أجل خدمة أكثر تطابقًا مع الإنجيل ومع موهبتكم الأساسيّة. إن الهيكليات، في بعض الحالات، تعطي حماية زائفة وتُوقف ديناميكيّة المحبّة والخدمة لملكوت الله. ففي أساس هذه العمليات هناك على الدوام الخبرة الفرِحَة للقاء المسيح والتكرُّس له، والخبرة الفرحة لأولويّة الله حياتكم وعطيّة إظهار رحمته وحنانه في الحياة الأخويّة وفي الرسالة.

أضاف الحبر الأعظم يقول لكي تقدّموا خدمة ملائمة في إطار بؤس القاصرين والشباب تملكون الفرصة بإشراك العلمانيين في رهبانيّتكم من أجل التزام مُحكم في الإطار الإجتماعي لموهبتكم. إن حقوق الإنسان وحماية القاصرين وحقوق الطفولة والمُراهقة وحماية عمالة الأطفال والوقاية من الاستغلال والإتجار بالأشخاص هذه المسائل كلها ينبغي مواجهتها بقوّة الإنجيل المُحرِّرة وفي الوقت عينه من خلال الأدوات الملائمة والمهارات المهنيّة.

تابع الأب الأقدس يقول عاش القديس جيرولامو إيميلياني بألم انقسام الوحدة الكاثوليكيّة، وقد عزّز إصلاح الكنيسة في إيطاليا من خلال أعمال المحبّة والطاعة للرعاة والتأمّل بالمسيح المصلوب ورحمته وتدريس التعليم المسيحي والأمانة للأسرار وعبادة الإفخارستيا ومحبّة العذراء مريم. ليدفعكم مثاله وشفاعته كي تكرّسوا قواكم لإعلان الخلاص في المسيح فيبلُغ هكذا جميع الأشخاص والجماعات في البلدان التي تخدمون فيها وتقاليدها، فيرتقي هكذا الإنثقاف الشرط الأساسي لتجذُّر الكنيسة في العالم. أريد أن أشجّعكم بشكل خاص كي تتابعوا عملكم بشكل فعّال في تنشئة أساتذة التعليم المسيحي والمُنشّطين؛ إنها خدمة قيّمة جدًّا للكنائس المحليّة بالشركة مع الرعاة والاتحاد مع الكنيسة بأسرها وتقليدها الحي.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن الحوار المسكوني يستحقُّ إسهامكم أيضًا؛ لأن المسيرة نحو الوحدة الكاملة طويلة وتتطلّب الإصغاء الصبور لما يقوله الروح القدس للكنائس، واليوم وبشكل خاص، للجماعات الكنسيّة في أفريقيا وآسيا حيث تعملون بحماس رسولي. إنّ التعاون بين جميع المعمَّدين والسعي عن أمانة أكبر للرب الوحيد يشكلان جزءًا مباشرًا من الرسالة، ليعضد الرب إذًا جهودكم في هذا السياق.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أمامكم مهمّة متابعة وتطوير العمل الذي ألهمه الله للقديس جيرولامو إيميلياني الذي أعلنه البابا بيوس الحادي عشر شفيعًا للأيتام والشباب المتروكين. ليدفعكم حماس متجدد رسولي كي تكرّسوا أنفسكم لخدمة ملكوت الله من خلال تربية الشباب كي ينموا ثابتين في الإيمان، أحرارًا ومسؤولين وشجعان في الشهادة وأسخياء في الخدمة. أُشجّعكم كي تسيروا قدمًا في إتباع المسيح وفي ديناميكيّتكم الرسوليّة الغني بالأعمال المتعددة والمفتوح على الدوام على أشكال خدمة جديدة بحسب الحاجات المُلحّة للكنيسة والمجتمع في مختلف الأزمنة والأماكن.








All the contents on this site are copyrighted ©.