2017-03-06 11:30:00

البطريرك ساكو يتحدث لإذاعتنا عن معاناة العراقيين النازحين ويحث الجميع على الارتداد إلى السلام


في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية بهدف تحرير الموصل من قبضة داعش أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع بطريرك بابل للكلدان لويس ساكو الذي شاء أن يسلط الضوء على معاناة المهجرين والمشردين خصوصا بعد أن تحدثت الأنباء الواردة من المدينة العراقية عن نزوح أكثر من سبعة عشر ألف شخص يوم الثامن والعشرين من شباط فبراير الماضي وثلاثة عشر ألفا آخرين يوم الجمعة الفائت.

وصف البطريرك ساكو الوضع بالمأساوي، لافتا إلى أن هؤلاء الرجال والنساء والأطفال المشردين يقيمون في الخيام، ويفتقرون إلى التيار الكهربائي والمياه والطعام وكل ما يوفّر لهم الحياة الكريمة. وأكد أن هؤلاء ينتظرون مساعدة الآخرين، خصوصا وأنهم يعانون من البرد في الصحراء، لاسيما خلال ساعات الليل، وأشار غبطته إلى أن هؤلاء المشردين يخافون من التعرض لأعمال الانتقام والأخذ بالثأر وهم لا يدركون متى ستنتهي هذه الحرب. كما أن بعض هؤلاء النازحين وجدوا ملجأ لهم في الأحياء الشرقية من مدينة الموصل التي حررتها مؤخرا القوات النظامية العراقية.

وأوضح ساكو في حديثه لإذاعتنا أن البلاد تحتاج اليوم إلى ارتداد الجميع، الارتداد إلى السلام والمغفرة والتخلي عن الانتقام وإعادة إعمار البلاد والتفكير بالخير العام. وذكّر بأن المستقبل لا يأتي بعصا سحرية إذ لا بد من صنعه معا. هذا وتحدث غبطته عن وجود بعض المؤشرات التي تحمل على الأمل في بغداد، لافتا على سبيل المثال إلى مجيء بعض الشبان الشيعة من النجف للمشاركة في رتبة درب الصليب يوم الجمعة الفائت. هذا وعبّر ساكو في الختام عن أمله بأن تتبع تحريرَ الموصل المصالحةُ والوحدة المرتكزة إلى الوطن. وأكد أن جميع العراقيين هم أعضاء العائلة البشرية الواحدة وأن الدين هو شأن شخصي وبالتالي ينبغي ألا يشكل حاجزا بين الأشخاص.

على صعيد آخر، أطلقت بطريركية بابل للكلدان خلال الأيام القليلة الماضية نداء من أجل تقديم الدعم المالي لإعادة إعمار القرى المهدمة في سهل نينوى حيث يقيم المسيحيون الذين نزحوا أمام الزحف الداعشي. وقد وُجه هذا النداء إلى مختلف الرعايا والأبرشيات والجماعات الكلدانية المنتشرة حول العالم والتي تتألف من مهاجرين عراقيين وحثّت البطريركية في هذا النداء كل الجماعات الكلدانية في العالم على مواصلة دعمها السخي لمشاريع إعادة الإعمار. في سياق آخر، عبّرت البطريركية الكلدانية عن تأييدها لتعيين مراقبين دوليين مهمتهم مراقبة انتهاكات محتملة من قبل القوات المسلحة التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، هذا فضلا عن السعي إلى الحيلولة دون وقوع صدام محتمل بين الحكومة المركزية والحكومة المستقلة في كردستان العراق بشأن إدارة المناطق المحررة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.