2017-02-23 13:15:00

البابا فرنسيس يستقبل الحاخام الأرجنتيني أبراهام سكوركا لمناسبة تقديم نسخة خاصة من التوراة


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان الحاخام الأرجنتيني أبراهام سكوركا لمناسبة تقديم نسخة خاصة من التوراة يرافقه ممثلون عن دار النشر الذين عملوا على هذا الإصدار. وجه البابا لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم وخاصا بالذكر الحاخام سكوركا، ولفت إلى أن لقاء اليوم يحصل حول التوراة، التي هي هبة الرب ووحيُه وكلمته. هذا ثم ذكّر فرنسيس بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وصف التوراة بالتعليم الحي للإله الحي، وذلك أثناء خطاب ألقاه أمام المشاركين في احتفالات الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لصدور الإعلان المجمعي "في عصرنا" عام 1990. وشدد البابا على أن هذا النص يعكس المحبة الأبوية لله، محبة مصنوعة من الكلمات والأعمال الملموسة، محبة صارت عهدا. 

هذا ثم أكد البابا فرنسيس أن الله هو الحليف الأكبر والأكثر أمانة، فهو قد دعا إبراهيم لكي يصنع منه شعبا ويصير بركة لكل شعوب الأرض، وحلم بعالم يُقيم فيه رجال ونساء الأرض كافة عهدا معه ويعيشون بتناغم مع بعضهم البعض ومع الخالق. ولفت فرنسيس إلى أن كلمات العهد الإلهية هذه تفتح أمامنا جميعا دروبا للخير نسلكها معا وسط العديد من الكلمات البشرية التي غالبا ما تقود إلى المنافسة والانقسام. وذكّر البابا بأن هذا الإصدار الجديد هو ثمرة "عهد" بين أشخاص ينتمون إلى جنسيات مختلفة وأعمار مختلفة ومذاهب دينية مختلفة، وقد عرف هؤلاء كيف يعملون معا.

بعدها اعتبر البابا فرنسيس أن الحوار الأخوي والمؤسساتي بين اليهود والمسيحيين ترسّخ وصار أكثر فعالية، من خلال حوار متواصل وتعاوني. ولفت إلى أن حدث اليوم يندرج في إطار هذا الحوار الذي لا يُعبر عنه فقط من خلال الكلام لكن أيضا بالأفعال. وأكد أن مقدمة هذا الكتاب تسلط الضوء على أهمية الحوار وتعبر عن نظرة ثقافية منفتحة ضمن الاحترام المتبادل والسلام وتماشيا مع الرسالة الروحية للتوراة. كما أن الأشخاص الذين علموا على هذه النسخة الخاصة أولوا اهتماما كبيرا بالبعد الأدبي للنص، هذا فضلا عن الصور الملوّنة التي زادت من قيمة الكتاب. في الختام أكد البابا أن كل نسخة من الكتاب المقدس تتمتع بقيمة روحية تتخطى بكثير تلك المادية، سائلا الله أن يبارك جميع الأشخاص الذين ساهموا في هذا المشروع.        








All the contents on this site are copyrighted ©.