2017-02-14 13:57:00

الكاردينال كوخ يتحدّث عن لقاء البابا فرنسيس مع كيرلس بطريرك موسكو وسائر روسيا


بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للقاء البابا فرنسيس مع كيرلس بطريرك موسكو وسائر روسيا في هافا نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقتطفات لحديث للكاردينال كورت كوخ رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين حول هذا اللقاء قال فيه لقد قبل العالم لقاء هافانا كعلامة رجاء في مرحلة تاريخيّة مطبوعة بالعديد من النزاعات المظلمة. وقد أعلن البابا فرنسيس في ختام اللقاء قائلاً: "لقد خطّطنا معًا لسلسلة مبادرات أعتقد أنها مفيدة ويمكن تحقيقها". وكمطلق أي حدث تاريخي نحن بحاجة للوقت لكي يعطي لقاء هافانا والإعلان المشترك ثمارهما.

تابع الكاردينال كورت كوخ يقول أرغب في ذكر ثلاث اتجاهات يمكن ربطها بالمسكونيّة الراعوية التي شهد لها الإعلان المشترك: مسكونيّة القديسين، المسكونيّة الثقافيّة ومسكونيّة العمل المشترك. الإطار الأول هو ذات طابع روحي وهو أساس كل عمل مسكوني. لقد كان أحد ثمار لقاء هافانا التاريخي تكثيف العلاقات الأخويّة بين كنيستينا من خلال لقاءات عديدة، وقد لاحظت أن تلك اللقاءات قد شكّلت مناسبة لعيش مسكونيّة القدّيسين. ويسلّط الإعلان المشترك الضوء على هذه المسكونيّة إذ ينُصُّ: "نتشارك تقليدًا روحيًّا مشتركًا للألفيّة المسيحيّة الأولى. إن شهود هذا التقليد هم العذراء مريم، أم الله الكليّة القداسة والقديسون الذين نكرّمهم. نجد بينهم العديد من الشهداء الذين شهدوا لأمانتهم للمسيح وأصبحوا "بذار مسيحيين" (عدد 4).

أضاف رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين يقول أما المجال الثاني والذي أعطى أيضًا ثمارًا بعد لقاء هافانا فهو ما يمكننا تسميته بالمسكونيّة الثقافيّة، فكما نعلم جيّدًا لقد لعبت العوامل الثقافيّة دورًا حاسمًا في الانقسامات بين المسيحيين، وبالتالي من الأهميّة بمكان أن نعرف ثقافة الآخر لكي نفهم بطريقة أفضل الأسلوب الذي يفهمون الإنجيل من خلاله. لذلك وبعد أسابيع قليلة من لقاء هافانا التقت في المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين مجموعة مشتركة للعمل على تنظيم مبادرات ومشاريع ثقافيّة بين الكرسي الرسولي وبطريركيّة موسكو، وإحدى هذه المبادرات كانت تنظيم "زيارات دراسة" متبادلة إلى روما وموسكو لكهنة شباب كاثوليك وأرثوذكس؛ وقد شكّلت هذه الزيارات مناسبات فريدة، للكهنة الشباب في الكنيستين، لتخطّي الأحكام المُسبقة وتبادل الخبرات والاهتمامات الراعوية متّبعين مثال رئيسيهما في هافانا. إنها مناسبات للاعتراف بمواهب الآخر كما قال البابا فرنسيس في عظته في عيد ارتداد القديس بولس: "يمكن للمصالحة الحقيقيّة بين المسيحيين أن تتحقق عندما نعترف بمواهب بعضنا البعض ونصبح قادرين، بتواضع ووداعة، من التعلّم من بعضنا البعض".

وختم الكاردينال كورت كوخ رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين كلمته بالقول أرغب في الختام في تسليط الضوء على الإمكانيات المفتوحة التي يقدّمها الإعلان المشترك حول المسكونيّة المعاشة لاسيما فيما يتعلّق بمسيحيي الشرق الأوسط والحريّة الدينيّة والتضامن مع الفقراء والعائلة والشباب. إن تعميق العلاقات الثنائيّة لا يمكنه إلا أن يحمل نتائج إيجابية للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة ولاسيما على صعيد الحوار اللاهوتي الدولي. 








All the contents on this site are copyrighted ©.