2017-01-14 13:24:00

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء من مؤسسة غلوبال فاوندايشن


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت أعضاء من المؤسسة العالمية المعروفة باسم "غلوبال فاوندايشون" الذين يشاركون في طاولة مستديرة في روما تتمحور أعمالها حول شعار هذه المؤسسة ألا وهو: "معا نناضل من أجل الخير العالمي العام". وجّه البابا لضيوفه كلمة استهلها معربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان، ولفت إلى أن نشاطهم يرمي إلى البحث عن السبل الصحيحة التي يمكن أن تقود إلى عولمة جديدة ترتكز إلى التعاون الإيجابي وتواجه عولمة اللامبالاة. وأكد فرنسيس أن الهدف يتمثل في مساعدة الجماعة الدولية، التي تتألف من المؤسسات والشركات والمجتمع المدني، على تحقيق الأهداف المرجوة والمعلنة ومن بينها أهداف أجندة العام 2030 للتنمية المستدامة. 

واعتبر البابا أنه لا يمكن القبول بنظام اقتصادي عالمي يُقصي الرجال والنساء والأطفال، لمجرد كون هؤلاء غير مفيدين بحسب المعايير المرتبطة بمنطق الربح بالنسبة للشركات والمؤسسات. ولفت إلى أن الأشخاص الذين يقصون ويهمشون الضعفاء واللاجئين والأطفال والفقراء يتحولون إلى آلات عديمة القلب، وهم يدركون أنهم سيتعرضون بدورهم للتهميش عندما سيصبحون غير مجديين لمجتمعهم.

هذا ثم ذكّر البابا فرنسيس بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني استشعر في العام 1991 وإزاء انهيار الأنظمة السياسية القمعية بإمكانية بروز أيديولوجية رأسمالية وأدرك أن هذا النظام الاقتصادي لا يمكن أن يشكل نموذجا لمن يبحثون عن طريق التطور الاقتصادي والاجتماعي. ولفت فرنسيس إلى أن هذه المخاطر التي تحدث عنها البابا تحققت وللأسف، لكن مع ذلك نمت جهود كثيرة من قبل الأفراد والمؤسسات من أجل معالجة المشاكل الناجمة عن العولمة غير المسؤولة.

أشار البابا في هذا السياق إلى مثال الأم تيريزا دي كالكوتا التي انحنت على الضعفاء والفقراء والمرضى ومن تُركوا ليموتوا على جانب الطريق. وأكد أن هذه المواقف يمكن أن تقود إلى عولمة تضامنية وتعاونية، وهذا الأمر يتطلب ألا يبقى أي شخص غير مبال بجراحات الفقراء إذ لا بد أن يتعلم كل واحد كيفية تقاسم معاناة ضحايا الاضطهاد والوحدة ومن يُبعدون عن عائلاتهم أو يُرحّلون قسرا، وكل شخص يعاني من الجوع والبرد والحر.

في ختام كلمته شجع البابا ضيوفه على مواصلة التزامهم، تقودهم العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، والسعي إلى تعزيز عولمة تعاونية مع جميع الأطراف المعنية: المجتمع المدني، الحكومات، المنظمات الدولية، العالم الأكاديمي والعلمي. وتمنى للكل التوفيق في عملهم!  








All the contents on this site are copyrighted ©.