2016-12-30 13:06:00

الكاردينال زيناري يتحدث لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو عن الأوضاع في سورية


أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع السفير البابوي في سورية الكاردينال ماريو زيناري قدم خلالها هذا الأخير صورة عن آخر التطورات الراهنة على الساحة السورية لافتا إلى أن المسيحيين في سورية هم بمثابة جسر، وعلامة مرئية للبشرية الكونية ونقطة تواصل وحوار. أكد نيافته أن المنطقة التي تتواجد فيها السفارة البابوية في دمشق تعرضت للقصف لأيام خلت، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية لحسن الحظ لأن السفارة كانت فارغة من الموظفين. وتحدث عن المخاطر التي يتعرض لها عندما يتنقل بين المناطق السورية خصوصا عندما يتوجه إلى حمص أو حلب.

وأوضح نيافته أن القذائف تستهدف الأحياء التي يتواجد فيها الثوار جنوب دمشق وشرقها، معربا عن قلقه على مصير العديد من الأشخاص المشردين الذين يواجهون صعوبات عدة لاسيما مع حلول فصل الشتاء. وأضاف نيافته أنه يأمل بأن يتمكن هؤلاء الأشخاص المشردون من العودة إلى ديارهم، شأنهم شأن العديد من اللاجئين الموزعين على البلدان المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا والمقدر عددهم بأربعة ملايين نسمة تقريبا.

وفي رد على سؤال بشأن تعيينه كاردينالا في كونيسستوار التاسع عشر من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، قال زيناري إنه ممتن للبابا فرنسيس على هذه اللفتة الكريمة التي شاء من خلالها التعبير عن قربه من سورية الجريحة والمعذّبة. وأكد نيافته أن الخبرة علمته أن المشكلة تمكن في غياب رغبة القوى المعنية بالصراع في التوصل إلى حل للأزمة السورية. ولفت على سبيل المثال إلى الانقسام الظاهر داخل مجلس الأمن الدولي بشأن العديد من القرارات المتعلقة بسورية، مشيرا إلى أن معظم القرارات التي تم تبنيها طُبقت جزئيا وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف.

ولم تخلُ كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى يوم الصلاة والصوم على نية السلام في سورية والذي دعا إليه البابا فرنسيس في أيلول سبتمبر من العام 2013، وذكّر بأنه تزامنا مع هذه المبادرة تم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن تفكيك الترسانات الكيميائية التابعة للنظام السوري. ووصف الكاردينال زيناري ما حصل بالمعجزة، خصوصا إزاء الخوف من سقوط هذا النوع من السلاح بأيدي المجموعات الإسلامية الأصولية.

وفي معرض حديثه عن ظاهرة نزوح المسيحيين من سورية أشار الكاردينال زيناري إلى أن معالجة مشكلة نزوح المسيحيين والمواطنين السوريين عموما تتطلب وضع حد لأعمال العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين والتوصل إلى اتفاق سياسي يُنهي الأزمة. وشدد في هذا السياق على ضرورة مساعدة المسيحيين اقتصاديا ودعمهم من أجل القيام برسالتهم لأنهم قادرون على أن يكونوا علامة حية في هذا البلد حيث أغلبية السكان مسلمون.

بعدها تحدث السفير البابوي في سورية عن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الخيرية الكاثوليكية إلى السكان السوريين، مع أن حجمها ضئيل جدا قياسا بالاحتياجات الكبيرة، لكنها تشكل علامة على حضور الكنيسة في سورية. وأشاد نيافته بالجهود الحثيثة التي يبذلها الكهنة والرهبان والراهبات والتي تحظى أيضا بتقدير المسلمين. وأكد أن المسيحيين السوريين يريدون البقاء في وطنهم وهم مستعدون لتقديم كل التضحيات وتدعمهم أيضا بعض الدوائر الفاتيكانية شأن مجمع الكنائس الشرقية والمجلس البابوي قلب واحد، كور أونوم. في ختام حديثه لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية أشار السفير البابوي في سورية إلى التعايش بين الأديان الذي ميّز هذا البلد لعقود طويلة متمنيا ألا تتمكن سنوات الحرب هذه من القضاء على هذه الفسيفساء بمساعدة القادة الدينيين.    








All the contents on this site are copyrighted ©.