2016-12-29 09:18:00

رسالة الميلاد لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو


عيد الميلاد: رسالة السلام للبشرية جمعاء، هذا هو عنوان رسالة بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو بمناسبة الميلاد المجيد. وبدأ غبطة البطريرك بالكلمات التالية: "وسط هموم العراقيين والسوريين وأبناء المنطقة، حيث الأطفال والمدنيون ضحايا الحرب القاسية، وملايين الأشخاص يُهجّرون من بيوتهم، ويشرَّدون من أرضهم ويعيشون مأساة حقيقية، والبيوت والبنى التحتية تدمَّر، ها هو عيد ميلاد السيد المسيح يأتي من جديد ليُذَكِّرَنا بأهمية السلام والحاجة الماسة إليه. "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". نداء يهدف إلى شحن همتنا وحماسنا لبناء السلام العادل والدائم لكل البشر، وترسيخ أواصر الأخوة والعيش معًا بعيداً عن التعصب والتطرف وأعمال العنف".

ثم واصل متحدثا عن بشرى الميلاد "أبشركم بفرح عظيم، وُلد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب" (لوقا 2/10-11)، داعيا إلى "أن نوكل ذاتنا إلى هذه النعمة التي تمنحنا الطمأنينة والفرح. هذه بشرى وليست محضّ تمنِّ. إنها عنوان مشروع حياة يحققه مَن يقوى على فهمه ويجد فيه مسرّته، ومن له الشجاعة للمضي به إلى الأمام، يحققه من يولد من علُ، من الله، أي مَن يقف أمام ربه يطهِّر قلبه وفكره، ويوسع في داخله محبة الله ومحبة الأخرين". تحدث بعد ذلك عن إرادة الله في ميلاد المسيح "أن يكون إلهاً إنسانيا، لذلك دعي عمانوئيل، اي الله معنا، ويُريدُ من الأزل والى الأبد أن يكون إلهاً بشريًّا، ولا يريد أن يكونَ إلهاً من دون البشر. وقصةُ يسوع هي قصة الله بكلِّ أُلوهيَّتِه في سبيلنا، ومن أجلنا ومعنا لنكون أشخاصا أحرارا وسعداء".

ولكون الميلاد "يهدف إلى ارتقاء الإنسان والإنسانيّة والكون إلى حياة جديدة، ومستقبل أفضل"، وانطلاقا من كلمات البابا فرنسيس "فنعيش حياة عنوانُها السلام الذي تطمح له الإنسانية جمعاء وتنتهي فيها الحروب والصراعات"،  أكد غبطة البطريرك ضرورة "أن يعمل المسؤولون على مستوى العراق وعلى مستوى الإقليم على تحقيق الوفاق والوئام وبناء دولة مدنية حقيقية تحترم قيم المواطنة وحقوق الإنسان أيا كان، وتعيد النظر في المناهج التربوية القائمة وإرساء ثقافة جديدة، ثقافة التنوير والأخلاقية الحميدة لكي تصبح قيما يتأسس عليها كل مجتمع سليم".

دعا بعد ذلك الجميع إلى تكثيف الصلوات من أجل "وقف الحرب والآلام التي يُعاني منها الناس وخصوصا المدنيون في العراق وسورية واليمن وليبيا وفي كل مكان". ثم واصل: "وانطلاقاً من هذه الهموم أدعو المسؤولين في العالم إلى أن يتحركوا بعزم في إرساء أسس السلام والعدالة وحماية حياة الناس وكرامتهم". وجه غبطة البطريرك من جهة أخرى الشكر إلى مَن مد يده للتخفيف عن معاناة المهجرين، كما أكد مشاركته المؤمنين القلق والألم والمعاناة وقيامه، مع الأساقفة والكهنة، بكل ما يمكن للتخفيف عنهم. وتابع: "أحثكم على التشبث بأرضكم والحفاظ على دوركم، والاستمرار في علاقتكم مع كافة مكونات المجتمع العراقي. وبدل الانكفاء على الذات والخوف والهجرة العشوائية، أشجعكم على الانخراط في المؤسسات الإنسانية والتربوية والاجتماعية والصحية والسياسية وغيرها بهدف المساهمة في إشاعة وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل والتلاقي والتعاون، في إطار من الوحدة والتنوع لبناء أسس متينة لمجتمع مدني بعيد عن منهجية المحاصصة، يشرِّف بلدنا ويخدم مواطنينا".

وختم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو مشيرا إلى كون هذه خيارات صعبة، لكنها بالأحرى "مشروع بقاء أمام خطر ظهور صراعات جديدة تقسم الوطن والمواطنين، خيارات ينبغي أن تتحول إلى رسالة تعبِّر عن مشيئة الله لنا، وعلينا قبولها وتفعيلها بفرح لتتحول إلى منبع خير وسلام وازدهار". ثم أكد أن الكنيسة "لن تألو جهدا لدعم هذا المشروع المنشود مع المرجعيات الدينية المسلمة ومنظمات المجتمع المدني وكل ذوي الإرادة الطيبة".








All the contents on this site are copyrighted ©.