2016-10-17 16:21:00

الكاردينال ساندري يدشِّن كنيسة مزار النبي موسى على جبل نيبو


دشّن الكاردينال ليوناردو ساندري، المبعوث الخاص لقداسة البابا فرنسيس، وعميد مجمع الكنائس الشرقية، مساء أمس الأحد، كنيسة مزار النبي موسى على جبل نيبو بعد إعادة بنائها من جديد. وشارك في القداس إلى الجانب المسؤول الفاتيكاني حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، والسفير الفاتيكاني لدى المملكة المطران ألبيرتو أورتيغا مارتين، ولفيف من الكهنة ورهبان حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية، بحضور السفير الإيطالي في عمّان وعدد من الشخصيات، وللمناسبة ألقى الكاردينال ليوناردو ساندري عظة قال فيها:  في يوم الرب القائم نحتفل بالافخارستيا ونبارك المذبح الجديد لهذا المزار. يرتفع شكرنا إلى أب كل رحمة الذي وبالروح القدس يجعلنا نشعر بعناق شركة القديسين الذين سمعوا صوت الله وآمنوا بوعده وانطلقوا في المسيرة.

تابع عميد مجمع الكنائس الشرقية يقول نرفع الشكر على إيمان جميع هؤلاء الرجال والنساء من العهدين القديم والجديد: إيمان العمال والحجاج وإيمان الإخوة عالمي الآثار والإخوة البسطاء الذين صلوا ولا يزالون يصلون ويستقبلون بنظرة لطيفة وكلمة صادقة الذين يصعدون هذا الجبل بحثًا عن معنى التاريخ. يصف البابا فرنسيس المؤمن في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" كشخص يحتفل بالذكرى. وهذا المزار يحمل ذكرى موسى. وفي هذا السياق يعلمنا التقليد البيبلي، الذي كان يسوع يعرفه عندما احتفل بعشاء الفصح، أنّ الذكرى هي أكثر من مجرّد تذكار بسيط لزمن بعيد لن يعود. وبالتالي فالحفاظ على هذا المزار يعني البقاء في هذه الخبرة المميّزة التي منحها الله لعبده موسى.

أضاف الكاردينال ساندري يقول إن النص الذي سمعناه من سفر تثنية الاشتراع قد وصف موسى بالنبي الكبير لأن الرب قد رآه وجهًا لوجه، والنظر إلى الله وجهًا لوجه يعني أن نشعر بأننا موضوع محبّة إلهية مميّزة. وحدها هذه العلاقة الحميمة مع الله سمحت لموسى بأن يكون قائدًا للشعب وشفيعًا قويّا لخلاصه وانتصاره، من هنا يأتي السؤال لنا جميعًا نحن المكرسين: ما مدى عمق الذكرى التي نحملها لنظرة الله على حياتنا إذ دعانا لاتباعه؟

تابع عميد مجمع الكنائس الشرقية يقول إن موسى قد توفي في هذا المكان، خارج الأرض التي دخلها الشعب، لأنه هو أيضًا قد أصبح شريكًا في خطيئة الشعب الذي ثار على الله، وبالتالي حتى المرشد ومكرّس الرب قد جرح بسبب خبرة الهشاشة والخطيئة، لذلك ينبغي علينا أن نتحلى بالشجاعة لنسمّي باسمه الشرّ القائم في قلوبنا وفي قلب العالم. إن سرّ الشرّ لكبير جدّا! ولكن أوّل طريقة للتغلب عليه هي السماح لله بأن ينتصر عليه في داخلنا ومن أجلنا! إن أساس رجاء وانتصار النعمة قد أُعطي لنا بالمسيح الذي جاء لا ليدين العالم وإنما لكي يخلّصه، وبالتالي ينبغي علينا أن نرفع نظرنا ونثبّته على المصلوب الذي رُفع كالحية التي رفعها موسى لكي ينال الحياة الأبديّة كلّ من يؤمن به.

وختم الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية عظته بالقول في الشركة مع قديسي أمس واليوم، ليكُن هذا المزار، أيها الرب، مكان الخبرة الحيّة لحضورك الذي لا يزال يدعونا لإتباعك كتلاميذ وأصدقاء ويقدّم لنا الإمكانية لنشهد لمحبّتك، الرحمة التي تتغلّب على الخطيئة والموت وتجعل تحقيق وعدك يسطع. لنطلب هذه النعمة بشكل خاص للأجيال الشابة في هذا الشرق الأوسط الحبيب كي تتمَّ مرافقتهم إلى عتبة حياة سلام في بلدانهم في التعايش السلمي بين الديانات والثقافات وفي تنافس متبادل في المحبة وفي بناء الخير العام.








All the contents on this site are copyrighted ©.