2016-09-23 14:16:00

مقابلة مع الكاردينال أماتو حول الطوباوي إنغلمار أونزايتيغ


بمناسبة إعلان تطويب الأب إنغلمار أونزايتيغ يوم السبت المقبل في الرابع والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري في فورزبورغ في إلمانيا أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الكاردينال أنجلو أماتو رئيس مجمع دعاوى القديسين تحدث فيها عن هذا الطوباوي الجديد والرسالة التي يحملها لعالم اليوم.

قال الكاردينال أنجلو أماتو إن الأب إنغلمار أونزايتيغ هو من الآباء المرسلين في جمعيّة "Mariannhill" توفّي عن عمر أربع وثلاثين عامًا في مخيم الاعتقال النازي في داشاو عام 1945. تم اعتقاله لأنه كان يحارب النازيّة ويعتبرها ضدّ الإنجيل وتفسد الشعب، وبهذا الأمر جذب إلى نفسه الاضطهاد والسجن أولاً في سجن لينز، ومن ثمّ وبعد محاكمة زائفة، تمّ نقله إلى مخيّم الاعتقال النازي في داشاو. وبسبب تصرّفه المحب تجاه السجناء الآخرين الذين كانوا معه في المعتقل لقبّوه "ملاك داشاو".

تابع رئيس مجمع دعاوى القديسين يقول يظهر الأب إنغلمار أونزايتيغ كشرارة إنسانيّة حقيقيّة في ليل الرعب النازي المُظلم، فهو يُظهر لنا أنه لا يمكن لأحد أن يقتلع الصلاح من قلب الإنسان. واستشهاده يعطينا رسالة إيمان ومحبّة وقوّة. واليوم وكما في أيام الأب إنغلمار أونزايتيغ، لا تزال الكنيسة أيضًا تتعرّض للاضطهاد والإذلال، حتى في أوروبا التي قد نسيت أرث حضارتها المسيحيّة. لقد شكّل الإيمان بالنسبة للأب إنغلمار الخير الأسمى والكنز الأغلى، فكان يعيش حالته كسجين مُتَّحدًا بالله على الدوام بالصلاة والفرح والاستعداد الدائم لمحبة القريب ومساعدته وتعزيته.

أضاف الكاردينال أنجلو أماتو يقول لقد تميّز الأب إنغلمار أونزايتيغ بمحبّته الشاملة تجاه الله، وبرحمته ومحبته تجاه الذين كانوا يعانون مثله ذُل السجن. ولكي يقدّم العزاء للمساجين الروس ترجم جزءًا كبيرًا من العهد الجديد إلى اللغة الروسيّة لينعش لهم إيمانهم. بحضوره المحب كان يعطي الرجاء للمساجين المتألمين ويعتني بالمرضى ويرافق بحنان والدي المشرفين منهم على الموت، وبالتالي أصبح الموت معه عبورًا مطمئنًا نحو الأبديّة. أما تصرّف المحبة الأعظم الذي قام به فكان تطوعه للإعتناء بمرضى حمّى التيفوئيد في مخيم الاعتقال في داشاو وخدمتهم، إلى أن انتقلت إليه العدوى ومات بدون الحصول على العناية الضروريّة.

تابع رئيس مجمع دعاوى القديسين يقول بالرغم من الخبرة السيئة التي عاشها في مخيّم الاعتقال، حافظ الأب إنغلمار على صبره وابتسامته وسعى دائمًا كي يحافظ السجناء على شعورهم بالكرامة والإنسانيّة. لقد كان يعتبر كهنوته امتيازًا له ليشهد لمحبّة المسيح، وقد تمكن بشجاعته من مساعدة الجميع في احتمال صعوبات وضعهم وعلى التحلّي بالرجاء. يقول عنه الأب أدَلبرت بالينغ إنه كان المحبّة المتجسدة وآخرون كانوا يسمونه شهيد المحبة أو ماكسيمليانو كولبي الألماني. لقد أجاب بموته على كلمات يسوع: "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه". وبإعلان تطويب الأب إنغلمار، خلُص الكاردينال أنجلو أماتو رئيس مجمع دعاوى القديسين إلى القول، يتم تسليط الضوء أيضًا على هويّة وشهادة تلك الشريحة من الشعب الألماني الذي وللحفاظ على أمانته للإنجيل تحمل بدوره أيضًا الاضطهاد والموت.           








All the contents on this site are copyrighted ©.