2016-09-01 12:52:00

صدور رسالة البابا لمناسبة اليوم العالميّ للصلاة من أجل العناية بالخليقة


صدرت ظهر اليوم الخميس رسالة البابا لمناسبة اليوم العالميّ للصلاة من أجل العناية بالخليقة حول موضوع "لنكن رحماء تجاه بيتنا المشترك". تم تقديم الوثيقة في مؤتمر صحفي عُقد في الفاتيكان وكتب البابا أن الكنيسة الكاثوليكية تحتفل في الأول من سبتمبر وفي اتحاد مع الأخوة والأخوات في الكنيسة الأرثوذكسية، وبمشاركة كنائس وجماعات مسيحية أخرى، "باليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة". ويهدف هذا الاحتفال إلى تقديم فرصة ثمينة للأفراد والجماعات، ليجدّد كلٌّ دعوته إلى حراسة الخليقة ويشكر الله على العمل الرائع الذي أوكله إلينا، طالبًا منه العون من أجل حماية الخليقة، وسائلا رحمته من أجل الخطايا التي ارتُكبت ضدّ عالمنا.

ولفت البابا إلى مبادرات عدة اتخذت في السنوات الأخيرة من قبل سلطات دينية ومنظمات، لتوعية الرأي العام حول أخطار استغلال كوكب الأرض بطريقة غير مسؤولة. وقد ألهمت هذه المبادرة، بدعم من مجلس الكنائس العالمي، الكثير من النشاطات المسكونية في مختلف أنحاء العالم. لافتا إلى أن المبادرات المشابهة في العالم كله، التي تعزّز العدالة البيئية، والاهتمام بالفقراء والالتزام المسؤول تجاه المجتمع، تجعل الأشخاص يلتقون، ولاسيما الشباب من إطارات دينيّة مختلفة.

وأكد البابا في رسالته أن الله وهبنا حديقة خضراء ولكننا نحولها الآن إلى فسحة ملوثة "بالأنقاض والصحاري والتراب. لا يمكننا أن نستسلم أو أن نكون غير مبالين بفقدان التنوع البيولوجي وتدمير النظم الإيكولوجية، التي غالبًا ما تسبّبها تصرفاتنا غير المسؤولة والأنانية. كما يساهم التغيّر المناخي أيضًا في أزمة الأشخاص الذين يهاجرون قسرًا المؤلمة. فقراء العالم، ومسؤوليتهم هي الأبسط في التغيرات المناخية، هم الأكثر هشاشة ويعانون من نتائج هذه التغيرات.

وكتب البابا فرنسيس أن الله أعطانا الأرض كي نحرثَها ونحرسَها باحترام وتوازن. وإزاء ما يحدث لبيتنا، ليت يوبيل الرحمة يدعو المؤمنين المسيحيين من جديد "إلى توبة داخلية عميقة"، توبة يدعمها بشكل خاص سر الاعتراف. دعونا نتعلم، خلال سنة اليوبيل هذه، كيف نبحث عن رحمة الله من أجل الخطايا التي اقتُرِفَت ضد الخليقة، والتي لم نعترف بها حتى الآن؛ ولنلتزم بالقيام بخطوات ملموسة على درب التوبة الإيكولوجية، التي تتطلب وعيًا واضحًا بمسؤوليتنا تجاه أنفسنا، وتجاه القريب والخليقة والخالق.

تابع البابا يقول باستطاعتنا الآن أن نتوجه إلى الآب المملوء رحمة وصلاحا، والذي ينتظر عودة كل واحد من أبنائه، وأن نعترف بخطايانا تجاه الخليقة، والفقراء والأجيال المستقبلية. وهذه هي الخطوة الأولى على طريق التوبة. فبعد فحص ضميرٍ جدّي، ومملوئين بتوبة كهذه، يمكننا الاعتراف بالخطايا التي اقترفناها ضد الخالق، وضد الخليقة، وضد إخوتنا وأخواتنا.

وأكد البابا أن فحص الضمير، والتوبة، والاعتراف للآب الغني بالمراحم، أفعال تقود إلى عزم صارم على تغيير مسار الحياة. وهذا ينبغي أن يُترجم إلى تصرفات ومواقف ملموسة تحترم الخليقة. كما لا يمكن للاقتصاد والسياسة، والمجتمع والثقافة أن يكونوا تحت سيطرة عقلية المدى القصير والبحث عن الربح الفوري، المالي أو الانتخابي. عليهم على العكس أن يكونوا موجهين نحو الخير العام الذي يشمل مساندة الخليقة والعناية بها.

وختم البابا رسالته مؤكدا أن الحياة المسيحية تتضمن ممارسة أعمال الرحمة الجسدية والروحية التقليدية. ومن الواضح أن "الحياة البشرية نفسها في مجملها" تشمل العناية بالبيت المشترك. تتطلب العناية بالبيت المشترك، كعمل رحمة روحية، "التأمل بالعالم بامتنان" و"يسمح لنا هذا التأمل في الخليقة بأن نكتشف، في كل شيء، بعض التعاليم التي يريد الله أن يوصلها إلينا". وتتطلب العناية بالبيت المشترك، كعمل رحمة جسدية، القيام بـ"مبادرات بسيطة يومية، نكسر من خلالها منطق العنف، والاستغلال، والأنانية وتظهر في كل الأعمال التي تحاول بناء عالم أفضل".








All the contents on this site are copyrighted ©.