2016-08-30 12:16:00

البطريرك ساكو يطالب ببلورة موقف رسمي جريء وواضح لدعم مسيحيي الشرق


نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية بعد ظهر أمس الاثنين رسالة  لبطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو نُشرت على الموقع الإلكتروني للبطريركية. كتب غبطته: تفاجأ العالم بما تقوم به داعش وأشباهها من أفعال شنيعة، وضرب الحريات باسم الإسلام، مثل تهجير وقتل المدنيين أو حرقهم أحياء وسبي النساء وهدم المعالم الدينية والحضارية وتشويه للعلاقات بين أبناء البلد الواحد. وإزاء كل هذا نتساءل: أما آن الأوان لكي يتبادر المسلمون في العالم، والغالبية منهم معتدلون ويريدون الخير، وغير المسلمين ذوي الإرادة الطيبة للخروج بموقف واضح ومحدد للتعامل بجدية وليس بسطحية، مع موضوع التطرف والإرهاب الذي يشكل خطرا على الكل، وأن يشكلوا جبهة موحدة لمواجهة الانغلاق والتطرف والكراهية ووقف هذا السرطان الرافض للعيش المشترك والمواطنة والحداثة؟

تابع البطريرك ساكو رسالته متسائلا: أما حان الوقت للمسلمين أن يعلنوا للعالم بصوت شجاع ومرتفع أن هذا الفكر مخالف للدين الإسلامي وأنهم يرفضوه، وبالمقابل أن يقدموا قراءة معمقة لرسالة الدين الحقة، رسالة تأخذ منحى مختلفا وصارخا بالضد عما ينشره المتطرفون؟ فرسالة الديانات هي نشر التسامح والمحبة والرحمة والأخذ بروحية النصوص ودلالاتها والتأكيد على أنهم ملتزمون بطاعة هذه الرسالة الجوهرية احتراما لله وللدين. وأكد غبطته في هذا السياق أن ما ينتظره المسيحيون الذين عانوا الأمرين من داعش والمتطرفين هو أن تقوم الدول والمرجعيات الدينية معا بمواجهة هذه الايدولوجيا المضرة وتفكيكها من خلال نشر ثقافة الحرية، والعقل، والانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والتعايش واحترام حقوق الإنسان والاختلاف والتعددية.

وختم البطريرك ساكو رسالته كاتبا: إن المسيحية ولدت في الشرق. والمسيحيون هم أصحاب الأرض، وهم بالتالي جزء أساسي من نسيج المجتمع الشرق الأوسطي. عملوا كثيرا من أجل تطور الثقافة والحضارة العربية، من المؤسف أنهم اليوم يتعرضون لاعتداءات غير مبررة، ما يهدد وجودهم التاريخي في المنطقة، لذا هناك حاجة إلى بلورة موقف رسمي جريء وواضح لدعمهم وشد أَزْرهم لما يمثلونه من مهارات ثقافية واقتصادية من خلال تعميق المساواة والمواطنة والحقوق المشروعة من أجل سلامة المجتمع وتوطيد العيش المشترك.








All the contents on this site are copyrighted ©.