2016-08-29 16:00:00

مداخلة الكاردينال توركسون لمناسبة الاحتفال بالأسبوع العالمي للمياه


يُنظم في العاصمة السويدية ستوكهولم الأسبوع العالمي للمياه وذلك بحضور ممثلين عن مختلف الجماعات الدينية والمسؤولين المدنيين. ومن بين المشاركين في هذا الحدث رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال بيتر توركسون الذي ألقى مداخلة حول موضوع "الإيمان والتنمية". اثني نيافته على حضور العديد من المسؤولين الدينيين في هذا الحدث وهذا أمر يعكس الترابط القائم بين الإيمان والتنمية. ثم أشار إلى الانجازات التي تحققت بفضل الحوار والتعاون ما بين الأديان على مختلف القطاعات وفي مختلف المجالات لاسيما القطاع الصحي والأمن الغذائي والاستثمار والتربية وحماية الموارد الطبيعية ومساعدة المهاجرين.

بعدها سلط المسؤول الفاتيكاني الضوء على وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية التي تؤكد أن كوكب الأرض بموارده ومنظومته البيئية والإيكولوجية هو هبة، كما أن الحياة البشرية هبة والإنسان يتمتع بصفة إلهية لأنه لم يخلق نفسه بنفسه. وشدد أيضا على ضرورة أن تكون الطبيعة ملكا للعائلة البشرية كلها، وتورّث من جيل إلى جيل لذا فإن العائلة البشرية برمتها مدعوة إلى الاهتمام بهذا البيت المشترك.  

هذا ثم لفت الكاردينال توركسون إلى التلوّث الحاصل في أعماق المحيطات وفي الأحراج، لاسيما في المناطق المحيطة بالمناجم، وهذه المعطيات العلمية تقدم صورة سلبية وتتطلب البحث عن علاج مناسب. وهذا جهد مشترك يشارك فيه خبراء الاقتصاد وعالمو الاجتماع والمحامون الساعين إلى معالجة المشاكل المرتبطة بالتدهور البيئي ومحاربة البطالة والفساد.

لم تخلُ مداخلة رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام من الإشارة إلى الرسالة العامة الأخيرة للبابا فرنسيس "كن مسبحا" التي تناول فيها القضايا المتعلقة بالبيئة. كما يؤكد البابا في هذه الوثيقة الهامة أن التغيير ليس ممكنا بدون الحوافز اللازمة وبدون مسيرة التربية ويكتب أن الاقتناعات الإيمانية تعطي للمسيحيين، وأيضا إلى بعض المؤمنين الآخرين، دوافع سامية للاعتناء بالطبيعة وبالإخوة والأخوات الأكثر ضعفا. من هذا المنطلق لا بد أن يسعى المسيحيون بنوع خاص إلى عيش إيمانهم وعدم القيام بتصرفات تتعارض مع ما يؤمنون به.

تابع الكاردينال توركسون مداخلته متحدثا عن ضرورة السعي إلى الدفاع عن كرامة الكائن البشري وعدم اعتبار الإنسان عاملا للاستهلاك والإنتاج وحسب. وذكّر بأن البابا فرنسيس تناول هذا الموضوع في رسالته العامة كن مسبحا إذ كتب أنه "من الضروري أن نعي أن ما يتعرض للخطر هو كرامتنا بالذات. فنحن أنفسنا أول المنتفعين من ترك كوكب صالح للسكن للبشرية التي ستخلفنا. إنها مأساة تمسنا نحن أنفسنا، لأنها تمس معنى مرورنا على هذه الأرض". 

وفي سياق حديثه عن إسهام الأديان في تعزيز التنمية سلط رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الضوء على بعض المبادرات التي يمكن أن تقوم بها الجماعات الدينية من بينها: التربية على التضامن والمسؤولية، تعليم الكتابات المقدسة والتقاليد الروحية فضلا عن تنظيم حملات مشتركة ما بين الأديان من أجل تنظيف الأنهر والبحيرات بغية تعزيز الاحترام المتبادل والسلام والصداقة بين مختلف الجماعات، وأخيرا التأكيد على أهمية كرامة الإنسان والخير العام بالنسبة للعائلة البشرية برمتها. 








All the contents on this site are copyrighted ©.