2016-08-11 14:42:00

مقابلة مع السفير البابوي في أوكرانيا بشأن الأوضاع الراهنة في البلاد


على الرغم من اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في مينسك في العام 2015 ما تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة في شرق أوكرانيا، ما يولد صعوبات كثيرة على الصعيد الإنساني خصوصا بالنسبة لشرائح المجتمع الأشد ضعفا وهشاشة. وقد ذهب ضحية هذا الصراع المسلح حوالي تسعة آلاف وخمسمائة شخص في وقت يوجد فيه قرابة ثمانمائة ألف بحاجة إلى المعونات الإنسانية في مناطق النزاع وتلك المحاذية لها والتي غالبا ما يصعب بلوغها من قبل العاملين الإنسانيين والمنظمات الإعانية. هذا وكانت قوافل تابعة للمفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين قد دخلت وللمرة الأولى منذ خمسة أشهر منطقة لوهانسك الخاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية، حيث تم توزيع مواد البناء على الأشخاص الذين شردوا أو تضررت منازلهم بسبب القصف.

إزاء استمرار الصراع الأوكراني أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع المطران كلاوديو غوجيروتي، السفير البابوي في أوكرانيا الذي أكد أن الوضع زاد سوءا وللأسف خلال الأيام القليلة الماضية، إذ استؤنف القتال في مناطق عدة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح! وفي سياق حديثه عن الأوضاع الإنسانية أشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى صعوبة وصول المعونات الإنسانية إلى المناطق التي يتواجه فيها الانفصاليون والقوات النظامية، لاسيما بسبب انتشار الألغام الأرضية. هذا فضلا عن استمرار القتال في تلك المناطق وقد ألحق القصف أضرارا جسيمة بالعديد من المنازل وقد تم عزل السكان المحليين، ناهيك عن ارتفاع عدد المهجرين والنازحين في أوكرانيا والذي ناهز المليون نسمة.

في رد على سؤال بشأن ما يمكن فعله بغية مد يد العون إلى شرائح المجتمع الأشد ضعفا، لاسيما العجزة والنساء والأطفال، أشار السفير البابوي في أوكرانيا إلى اللجنة التي أسسها البابا فرنسيس المولجة في توزيع المعونات الإنسانية على السكان المحتاجين. وتحدث سيادته عن وجود العديد من الأمهات اللواتي بقين مع أطفالهن لأن أزواجهن يشاركون في الحرب أو تركوا عائلاتهم. فيما يتعلق بالعجزة فالعديد منهم يحتاجون إلى الدعم والمساعدة خصوصا من تعرضت منازلهم للدمار أو الأضرار الفادحة، ويعجز هؤلاء أيضا عن الحصول على الطعام والأدوية. 

هذا ولفت السفير البابوي إلى صعوبة وصول المعونات الإنسانية إلى ما يُعرف بالمنطقة "الرمادية" الواقعة على جانبي خط التماس، كما تجد المنظمات غير الحكومية والهيئات الخيرية التابعة للكنسية صعوبة في بلوغ السكان المحليين، موضحا أن السلطات الكنسية وضعت برنامجا لتوزيع المعونات سيبدأ أواخر شهر آب أغسطس الجاري، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع وكالات منظمة الأمم المتحدة.

في ختام حديثه للقسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان عاد المطران غوجيروتي ليذكّر بأن العملية التي شاءها البابا فرنسيس في أوكرانيا هي عملية إنسانية في المقام الأول، لافتا إلى أن البابا كان سخيا جدا وهذا ما فعلته أيضا أوروبا مشيرا في هذا السياق إلى الانعكاسات السياسية التي ترتبت على الأزمة الأوكرانية، خصوصا بعد التوجه السياسي نحو أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

هذا وكان أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين قد زار أوكرانيا في شهر حزيران يونيو الماضي من أجل التعبير عن تضامن البابا فرنسيس مع السكان المتألمين وقال إنه شاء القيام بهذه الزيارة نظرا لخطورة الأوضاع الراهنة في هذا البلد. وذكّر نيافته بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في الرابع والعشرين من أبريل نيسان الماضي من أجل جمع التبرعات لصالح أوكرانيا، لافتا إلى أن الكرسي الرسولي قلق بشأن الأوضاع الإنسانية الآخذة بالتدهور نتيجة استمرار الصراع المسلح فضلا عن التضخم المالي الذي حرم أكثر من نصف مليون شخص من الطعام. 








All the contents on this site are copyrighted ©.