2016-08-09 13:14:00

مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري


في وقت تستمر فيه المعارك وأعمال العنف في سورية كشفت منظمة أطباء بلا حدود صباح اليوم الثلاثاء أن مستشفى تديره المنظمة في محافظة إدلب السورية، والخاضعة لسيطرة الثوار دُمر نتيجة غارة جوية استهدفته في السادس من آب أغسطس الفائت، وقد قُتل في الهجوم ـ بحسب المنظمة ـ أربعة من العاملين فيه فضلا عن تسعة أشخاص آخرين، بينهم خمسة أطفال وامرأتان. وإزاء اشتداد حدة المعارك في مدينة حلب أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة هاتفية مع السفير البابوي في سورية المطران ماريو زيناري الذي استهل حديثه مشيرا إلى أن البابا فرنسيس تطرق إلى هذا الموضوع يوم الأحد قبل تلاوته صلاة التبشير الملائكي، قائلا إنه من غير المقبول أن يدفع المدنيون العزل، لاسيما الأطفال، ثم الصراع الدائر في سورية. وذكّر سيادته في هذا السياق بالنداءات العديدة التي وجهتها أيضا منظمة الأمم المتحدة إلى الأطراف المتنازعة مذكرة إياها بواجبها في احترام القانون الإنساني الدولي.

بعدها تحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن الفشل الذريع في توفير الحماية للمدنيين خلال خمس سنوات ونصف من الحرب الأهلية في سورية، لافتا إلى أن المستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية وحتى مخيمات اللاجئين والكنائس والمساجد تتعرض للقصف بشكل يومي. وأشار سيادته إلى سلاح آخر يُستخدم ضد المدنيين العزل، ألا وهو سلاح التجويع لافتا إلى وجود حوالي ستمائة ألف شخص تحت الحصار، كما يوجد ما يقارب خمسة ملايين نسمة في مناطق يصعب بلوغها بسبب العمليات العسكرية. هذا فضلا عن معاناة أهالي مدينة حلب الذين يفتقرون إلى مياه الشرب والأدوية التي يُمنع وصولها إلى الأحياء المحاصرة.

فيما يتعلق بالأطفال ضحايا الحرب السورية، الذين تحدث عنهم البابا يوم الأحد الفائت، أشار المطران زيناري إلى أن الإحصاءات تتحدث عن مقتل حوالي أربعة آلاف طفل وقاصر في سورية منذ اندلاع الحرب ويُضاف إلى هذا العدد أولئك الذين ماتوا غرقا في البحر أو قضوا جوعا.  واعتبر أن هذا البلد تحول وللأسف إلى ساحة معركة من أجل المصالح الجيو سياسية الإقليمية والدولية. وأكد أنه يتضح يوما بعد يوم أن هذا النزاع بات عبارة عن حرب بالوكالة، لافتا إلى أن الوضع أصبح في غاية التعقيد وهذا الأمر يتطلب إرادة من قبل القوى العظمى.

وفي رد على سؤال بشأن أوضاع المسيحيين في سورية أوضح السفير البابوي في دمشق أن وضع الجماعات المسيحية يختلف بين منطقة وأخرى مع أن المسيحيين ككل معرضون لكل هذه المعاناة شأن باقي مكونات المجتمع السوري. ولفت إلى أن الحضور المسيحي زال كليا من المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية، شأن دير الزور والرقة، والتي غادرها المسيحيون قبل وصول التنظيم الإرهابي. هذا وتوجد ثلاث رعايا يشرف عليها الرهبان الفرنسيسكان في إدلب شمال غرب سورية مع أن المنطقة تُعتبر ساخنة لأنها كانت خاضعة لسيطرة ما كان يُسمى بجبهة النصرة. ولفت إلى أن المنطقة تضم حوالي ألف مواطن مسيحي يمكنهم التردد إلى الكنائس والصلاة لكنهم يُمنعون من التعبير علنا عن إيمانهم. وفيما يتعلق بوضع المسيحيين في حلب أشار المطران زيناري إلى أنه زار المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية في أواخر شهر أيار مايو الماضي حيث شاهد الدمار الذي تعرضت له الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية بسبب وجودها على خطوط التماس.

في ختام حديثه لإذاعتنا أشار السفير البابوي في دمشق إلى سلاح هام يمكن أن نستخدمه من أجل إيقاف الحرب ألا وهو سلاح الصلاة، مذكرا بأن البابا فرنسيس دعا المؤمنين والحجاج الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان يوم الأحد الماضي إلى الصلاة بصمت على نية السلام في سورية. كما لا بد أن تكون الصلاة مرفقة بسلاح التضامن حيال الأخوة والأخوات المتألمين في سورية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.