2016-08-03 15:57:00

الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة


عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري صباح اليوم الأربعاء الثالث من شهر آب الجاري في الكرسي البطريركي في الديمان برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامّين، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانًا جاء فيه أن غبطتُه قد أطلع الآباء على زيارته الراعوية إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، حيث استُقبل بحفاوة في الرعايا التي زارها والتي تنتمي إلى الأبرشيّتَين المارونيّتَين فيها، وشارك في اللقاء السنوي "للهيئة الرسولية الوطنية المارونية"، تحت عنوان "تقديس الذات والجماعة".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية يتابع البيان أنه "في سياق الزيارة التي قام بها غبطتُه إلى بلدة القاع، يجدّد الآباء استنكارهم الهجوم الإرهابي على هذه البلدة، الذي أوقع فيها خمسة شهداء وعددًا من الجرحى، وأظهر دقّة الأوضاع وهشاشتها في المناطق الحدودية. وهم إذ يسألون الرحمة لنفوس الشهداء، والعزاء الإلهي لعائلاتهم، والشفاء العاجل للجرحى، ويشيدون بشجاعة الأهالي وصمودهم ووحدتهم في مواجهة الأخطار، ويثمّنون ما يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية، يُهيبون بالدولة اللبنانية أن تولي هذه البلدة والمنطقة عناية خاصّة، وأن تتّخذ كلّ التدابير اللازمة لحماية أمن الأهالي وصيانة حقوقهم، ومنع التعدّيات عليهم، أيًّا يكن نوعها ومصدرها. كما يدين الآباء الأحداث الإرهابية وكلّ أعمال العنف التي تجري في البلدان العربية ولا سيّما في سوريا، وبخاصّة في مدينة حلب في هذه الأيام الأخيرة، كما في العراق وفلسطين واليمن وغيرها... حيث يعيش الناس أقسى ظروف الحياة على كلّ الصعد، ابتداء من غياب الأمن، مرورًا بنقص الخدمات الأساسية والفقر المدقع وانتهاء بالموت اليومي، سائلين الله أن ينير عقول المسؤولين كي يعملوا على وضع حدّ لهذه الحروب العبثية، وعلى نشر السلام في هذه المنطقة.

ويتابع البيان أن الآباء يستنكرون الأعمال الإرهابية التي حصلت مؤخّرًا في مدينة ميونخ الألمانية ومدينتي نيس وروان الفرنسيّتين وأوقعت عشرات الضحايا، ولاسيّما الأب جاك هامل الذي ذُبح فيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهية. وإذ يعربون عن تعازيهم الحارّة للشعبين الألماني والفرنسي، يضمّون أصواتهم إلى أصوات إخوانهم مطارنة فرنسا في التعبير عن رفض الإرهاب بكلّ أشكاله والعمل على مكافحته ومواجهته بالتعاضد والوحدة الوطنية. كما ويجدّد الآباء تهانيهم للجيش اللبناني، قادةً وضباطًا ورتباء وأفرادًا، في عيده السنوي الحادي والسبعين، ويحيّون الجهود التي تبذلها المؤسّسة العسكرية وسائر القوى الأمنيّة، في مكافحة الإرهاب، والعمل على ضبط الحدود وحفظ الأمن في كلّ ربوع الوطن، ويؤكّدون على ضرورة تأمين كلّ الدعم لهذه المؤسّسة على الصعد كافّة.

وجاء أيضًا في البيان أنّه أمام ما يهدّد البلاد من مخاطرَ خارجيةٍ وداخلية، يشعر الآباء بقلق شديد تجاه المراوحة السياسية، والتعثّر الذي بات يشلّ المؤسّسات الدستورية، ويُنذر بدخول الوطن في أزمة مفتوحة تهدّد النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي بالسقوط المريع. وبالرغم من ذلك يتمنّى الآباء النجاح لهيئة الحوار المنعقدة حاليًّا،  ويؤكّدون من جديد أنّ المخرج الحقيقي من هذه الأزمة، يبدأ بالإلتزام بالدستور، الذي هو الضامن الوحيد للإنتظام السياسي، والإقدام على انتخاب رئيس للجمهورية قادر على إعادة تكوين السلطة على أسس دستورية وميثاقية وأخلاقية متينة، بدءًا بإقرار قانون جديد للإنتخاب يؤمّن تمثيلًا عادلًا وصحيحًا لكلّ الأطياف اللبنانية، وإجراء انتخابات نيابية نزيهة تحمل إلى البرلمان وجوهًا تتميّز بالأخلاق العالية، والكفاءة، وحبّ الوطن، والإستعداد للتضحية بالمصلحة الخاصّة في سبيل الخير العام. تلي ذلك خطواتٌ جريئة في الإصلاحَين القضائي والإداري، تعتمد الكفاءة والأخلاق العالية، وقاعدة المشاركة المتوازنة بعيدًا عن التدخلات السياسية في ممارسة هذَين القطاعَين.

وختامًا يشكر الآباء الله على أبنائهم شبيبة لبنان الذين شاركوا في الأيام العالمية للشبيبة في بولونيا مع قداسة البابا فرنسيس، وقد أدّوا فيها شهادة للإيمان والرجاء، وللفرح الذي تعمر به قلوبهم. ومع اقتراب الإحتفال بعيدَي تجلّي الربّ يسوع على الجبل، وانتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم المقيمين والمنتشرين، إلى الإستعداد لهذه الأعياد بالصلاة والصوم والتوبة الصادقة، والى تكثيف صلواتهم، في سنة الرحمة هذه، لأجل وضع حدّ للحروب والقتل والدمار والإرهاب في لبنان وكلّ بلدان منطقتنا المعذّبة. سائلين الله أن يعيد أمثال هذه الأعياد على الجميع بالخير والبركة والسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.