خطاب البابا إلى أعضاء الاتحاد العالمي للكنائس المصلَحة

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان أعضاء الاتحاد العالمي للكنائس المصلَحة ووجه لضيوفه كلمة أكد في مستهلها أن لقاء اليوم يشكل خطوة إلى الأمام في المسيرة المسكونية المفعمة بالرجاء. ولفت البابا إلى أن عشر سنوات مضت على الزيارة التي قام بها وفد من الكنائس المصلحة إلى سلفه البابا الفخري بندكتس السادس عشر داعيا إلى رفع الشكر لله على علاقات الأخوة التي تعزز روابط الشركة الروحية بين تلك الكنائس والكنيسة الكاثوليكية كي تتمكن من خدمة الرب بصورة أفضل.

بعدها عبر البابا فرنسيس عن امتنانه على اختتام المرحلة الرابعة من الحوار اللاهوتي بين الاتحاد العالمي للكنائس المصلحة والمجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين حول موضوع التبرير والأسرار، وذكّر ضيوفه بأن إيمانهم المشترك يدفعهم إلى عيش المحبة من خلال أعمال ملموسة قادرة على التأثير على نمط الحياة والعلاقات والواقع المحيط بنا. واعتبر فرنسيس أنه استنادا إلى الاتفاق بشأن عقيدة التبرير، ثمة مجالات عدة يمكن أن يتعاون فيها أتباع الكنيسة الكاثوليكية والكنائس المصلحة كي يقدموا شهادة مشتركة لمحبة الله الرحومة والتي تشكل ترياقا حقيقيا أمام مشاعر الضياع واللامبالاة التي تحيط بنا.

وأكد البابا أننا غالبا ما نختبر اليوم "تصحرا روحيا" خصوصا حيث يعيش الناس وكأن الله غير موجود، لذا فإن الجماعات المسيحية مدعوة لتروي عطش الأشخاص من خلال مياه الرجاء وأن تكون مصدر وحي للأخوة والتلاقي والتضامن والمحبة الأصيلة، كما جاء في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل". وشدد البابا في كلمته على أنه من المستحيل أن ننقل الإيمان إذا ما عشناه بطريقة منعزلة أو ضمن جماعات منغلقة على ذاتها، لافتا إلى أننا نحتاج اليوم إلى مسكونية قادرة على تعزيز رسالة مشتركة للخدمة والكرازة بالإنجيل، بالتعاون مع الجهد اللاهوتي لحل الخلافات العقائدية بين المسيحيين، وذلك من أجل نقل المحبة الرحومة للآب التي نلناها بسخاء ونحن بدورنا مدعوون لإعطائها للآخرين.

في ختام كلمته إلى أعضاء الاتحاد العالمي للكنائس المصلَحة جدد البابا شكره لضيوفه على حضورهم في الفاتيكان وعلى التزامهم في خدمة الإنجيل، وعبر عن رغبته بأن يتحول هذا اللقاء إلى علامة فاعلة للعزم المثابر على السير معا في مسيرة الحج نحو الوحدة التامة. وأمل أيضا أن يشجع هذا اللقاء جميع أتباع الكنيسة الكاثوليكية والكنائس المصلحة على مواصلة العمل معا من أجل نقل فرح الإنجيل لرجال ونساء زماننا الحاضر.