2016-06-06 11:39:00

المطران رافايل ميناسيان: أرمينيا باتت جاهزة للمصالحة


مع اقتراب موعد زيارة البابا فرنسيس إلى أرمينيا أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية الإيطالية "سير" مقابلة مع المطران رافايل ميناسيان، أسقف الأرمن الكاثوليك في أوروبا الشرقية الذي استهل حديثه معلّقا على القرار الذي تبناه مجلس النواب الألماني يوم الخميس الفائت، واصفا بـ"عمليات الإبادة" المجازر التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية بحق الأرمن خلال عامي 1915 و1916، ما أثار حفيظة تركيا التي سارعت إلى استدعاء سفيرها في ألمانيا وتحدثت عن انعكاسات سلبية على العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين. وقال المسؤول الكنسي الأرمني إن بلاده مستعدة لتقبّل أي دعوة للمصالحة لافتا إلى أن هذا القرار الألماني زرع الفرح والعزاء في قلب جميع المواطنين الأرمن.

بعدها تحدث المطران ميناسيان عن علاقته الشخصية مع هذه الأحداث الأليمة وقال إنه لم يلتق بأجداده قط وهذا أمر ترك أثرا كبيرا على حياته الشخصية، شأنه شأن آلاف، لا بل مئات آلاف الأشخاص. وسطر الأسقف الأرمني في هذا السياق أهمية الغفران واصفا إياه بالقيمة الإنسانية السامية. قرار مجلس النواب الألماني لقي أيضا ترحيبا وامتنانا كبيرين من قبل كاثوليكوس عموم الأرمن كاراكين الثاني وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأول اللذين تحدثا عن خطوة تحمل في طياتها أبعادا تاريخية.

وفي إطار الاستعدادات الجارية لزيارة البابا فرنسيس إلى أرمينيا والمرتقب إجراؤها بين الرابع والعشرين والسادس والعشرين من حزيران يونيو الجاري أجرى القسم الأرمني في راديو الفاتيكان مقابلة مع سفير أرمينيا لدى الكرسي الرسولي السيد ميخائيل ميناسيان الذي لفت إلى أن الأرمن، أكان في أرمينيا أو بلدان الشتات، يشعرون بالفرح الكبير حيال زيارة البابا فرنسيس لأرضهم. وأوضح أن البابا سيزور أرمينيا تلبية لدعوة البطاركة الأرمن ورئيس الجمهورية مشيرا إلى أن الشعب الأرمني يريد أن يعبر للبابا عن تقديره وامتنانه على القرب الذي أظهره من الشعب الأرمني حتى قبل انتخابه عندما كان رئيس أساقفة على بوينوس أيريس.

هذا ثم أكد الدبلوماسي الأرمني أن البابا سيزور بلدا فتيا وديناميكيا يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاستقلاله عن الاتحاد السوفيتي السابق. ومع أن أرمينيا فتية كدولة لكنها في الوقت نفسه أمة تتمتع بتاريخ عريق بُنيت عليه هويتها وهذا أمر أساسي للغاية خصوصا في عالمنا المعولم. وأضاف أن البابا سيجد بلدا يتطلع نحو المستقبل، ويسعى للتخلّص من تراثه الصعب المتمثل بالتخطيط الاقتصادي ويراهن على التكنولوجيا والتربية ويعمل جاهدا من أجل تحقيق السلام.

وفي رد على سؤال بشأن الأوضاع الراهنة اليوم في المنطقة لفت سفير أرمينيا لدى الكرسي الرسولي إلى أن بلاده تعيش اليوم واقعا كان يشكل كابوسا في الماضي، لأنها تواجه سلسلة من الكوارث الإنسانية تعاني منها منطقتا الشرق الأوسط والقوقاز. ولفت إلى أن جمهورية ناغورنو كاراباخ التي عانت لسنوات من مأساة انتهاكات وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العام 1994 تتعرض اليوم للهجوم إزاء صمت الجماعة الدولية معتبرا أن ما يحصل اليوم للمسيحيين في الشرق الأوساط الذين باتوا على وشك الانقراض لا يمكنه ألا يعيد إلى الأذهان معاناة الأرمن في منطقة الأناضول لمائة سنة خلت، أي عمليات الإبادة الأرمنية. وختم الدبلوماسي الأرمني حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن بلاده هي أرض الضيافة وتسعى إلى استيعاب المسيحيين السوريين قدر المستطاع.








All the contents on this site are copyrighted ©.