2016-05-15 12:32:00

كلمة البابا فرنسيس قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء


في أعقاب الاحتفال بالقداس في البازيليك الفاتيكانية أطل البابا فرنسيس من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ـ كعادته ظهر كل أحد ـ ليلتو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة افرحي يا ملكة السماء. استهل البابا كلمته متحدثا عن الاحتفال بعيد العنصرة هذا الأحد والذي يتمم الزمن الفصحي، بعد خمسين يوما على الاحتفال بقيامة المسيح من بين الأموات. وقال إن الليتورجيا تدعونا إلى فتح عقولنا وقلوبنا على عطية الروح القدس والتي وعد بها يسوع تلاميذه في أكثر من مناسبة وهي العطية الأساسية التي نالها الرب لنا من خلال قيامته من الموت وصعوده إلى السماء.

وذكّر البابا المؤمنين بأن يسوع طلب هذه الهبة من الله الآب فقال لتلاميذه "إِنْ كُنتم تُحِبُّونَني تَحْفظونَ وَصَاياي، وأَنا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعطيكم مُعَزِّيًا آخَرَ لِيُقيمَ مَعَكم الى الأَبَد" (يوحنا 14: 15-16). ولفت البابا إلى أن هذه الكلمات تذكرنا بأن المحبة تجاه شخص ما أو تجاه الرب تتم بالأفعال لا بالأقوال وحسب مضيفا أن كوننا مسيحيين لا يعني الانتماء إلى ثقافة معينة أو عقيدة ما، بل يعني أن نربط حياتنا الخاصة وبكل أبعادها بشخص يسوع المسيح ومن خلاله بالله الآب. ولهذه الغاية، مضى البابا يقول، وعد يسوع تلاميذه بالروح القدس، وباستطاعتنا أن نعيش حياة يسوع نفسها بفضل الروح القدس، الذي يعلمنا أن نحب كما يُحب الله.

هذا ثم أشار البابا إلى أن يسوع وعندما تحدث عن الروح القدس وصفه بالبراقليط الآخر، أي المعزي والمحامي والشفيع الذي يدافع عنا ويبقى معنا في مسيرتنا وفي نضال الخير ضد الشر. وقال يسوع إنه البراقليط الآخر، لأن الرب نفسه هو البراقليط الأول الذي تجسد ليحمل على نفسه وضعنا البشري ويحرره من عبودية الخطيئة. وذكّر البابا في هذا السياق بأن الروح القدس يعلمنا ويعمل في ذاكرتنا كما قال الرب " وأَمَّا المُعزِّي، الرُّوحُ القُدُسُ، الَّذي سيُرسِلُهُ الآبُ باسْمي، فهوَ الَّذي يُعلِّمُكم كلَّ شيءٍ، ويُذكِّرُكم جميعَ ما قُلتُ لكم" (آية 26). إنه يساعدنا على حفظ تعاليم الرب يسوع ويجعلها جزءا منا، ويُعد قلوبنا كي تصبح قادرة فعلا على قبول كلمات الرب.

وبعد تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" لفت البابا إلى أنه ستُُنشر اليوم رسالته لمناسبة اليوم الإرسالي العالمي الذي يُحتفل به في الأحد الثالث من تشرين الأول أكتوبر. وتمنى أن يعطي الروح القدس دفعا وقوة لجميع المرسلين ويعضد رسالة الكنيسة في العالم كله. هذا ثم وجه البابا تحياته إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، وسأل الكل أن يصلوا من أجله.








All the contents on this site are copyrighted ©.