2016-05-15 11:20:00

البابا يترأس الاحتفال بالقداس في بازيليك القديس بطرس لمناسبة أحد العنصرة


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد الاحتفال بالقداس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة عيد العنصرة. تخللت الاحتفال الديني عظة للبابا استهلها مشيرا إلى أن رسالة يسوع التي بلغت ذروتها بهبة الروح القدس، رمت إلى استعادة علاقتنا مع الآب والتي أفسدتها الخطيئة. بعدها ذكّر البابا المؤمنين بما كتبه القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما "فإِنَّ جميعَ الذينَ يَقتادُهم روحُ الله هُم أَبناءُ الله. والحالُ أَنَّكم لم تَأْخُذوا روحَ العبوديَّةِ [فيعودَ] بكم إلى المخافة؛ بلْ أَخَذْتُم روحَ التبنّي الذي بهِ نَدْعو: أََبَّا! أََيُّها الآب!" (روما 8: 14-15). وقال البابا إن هذه هي العلاقة التي استعدناها إذ إن أبوة الله تفعّلت فينا مجددا بفضل عمل المسيح الخلاصي وهبة الروح القدس.

وشدد البابا فرنسيس على أن الروح القدس يمنحنا إياه الآب ويقودنا إلى الآب، وهذا يحررنا من كوننا أيتاما، كما أنه في زماننا المعاصر أيضا نرى العديد من علامات وضعنا هذا شأن الوحدة الداخلية التي نشعر بها حتى عندما نكون وسط الحشود، وتتحول هذه الوحدة أحيانا إلى حزن وجودي. هذا فضلا عن ادعائنا بأننا قادرون على العيش بمعزل عن الله وانتشار الأمية الروحية التي تجعلنا غير قادرين على الصلاة وعدم قدرتنا على أن نرى في الشخص الآخر أخا لنا، لكونه هو أيضا ابن الآب نفسه.

تابع البابا عظته متحدثا عن العلاقة التي فقدناها مع الله الآب واستعادة هذه العلاقة تطلبت تضحية ابن الله الوحيد. ومن هبة المحبة العظيمة التي تمثّلت بموت يسوع على الصليب فاضت النعمة على البشرية برمتها وفاض أيضا الروح القدس. هذا ثم ذكّر البابا بكلمات يسوع لتلاميذه " لَنْ أَدَعَكم يَتامى" (يوحنا 14: 18)، وأكد أنه لمناسبة الاحتفال بعيد العنصرة اليوم تحملنا كلمات يسوع هذه على التفكير أيضا بحضور أمه مريم في العلية إذ كانت تصلي وسط جماعة التلاميذ. هذا ثم قال البابا إنه يوكل إلى شفاعتها جميع المسيحيين والعائلات والجماعات التي هي اليوم بأمس الحاجة إلى قوة الروح القدس، البراقليط، المدافع والمعزي، روح الحق، روح الحرية والسلام.

وعاد البابا ليذكر بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل روما "مَنْ ليسَ فيهِ روحُ المسيحِ فهوَ ليسَ لَهُ" (روما 8: 9)، لافتا إلى أن الروح القدس، ومن خلال توطيد انتمائنا إلى الرب يسوع، يُدخلنا في ديناميكية جديدة من الأخوة وأكد أنه يمكننا أن نقيم علاقات جديدة مع الآخرين، لا كأيتام إنما كأبناء للآب الواحد، الطيب والرحوم. وهذا الأمر يبدل كل شيء! وختم البابا عظته في قداس أحد العنصرة قائلا إنه باستطاعتنا أن ننظر إلى بعضنا البعض كأخوة، وهكذا تضاعِف اختلافاتنا الفرح والدهشة الناتجين عن الانتماء إلى الأخوة والأبوة الفريدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.