رسالة المطران نوزيليا بمناسبة عيد القديس يوسف شفيع العمال

بمناسبة عيد القديس يوسف شفيع العمال وجّه المطران شيزاريه نوزيليا رئيس أساقفة تورينو رسالة استهلها مُذكرًا بكلمات البابا فرنسيس حول العمل في زيارته إلى تورينو لسنة خلت إذ شدّد الأب الأقدس على ضرورة ألا يُعتبر العمل مهمًّا للاقتصاد وحسب وإنما للشخص البشري قبل كل شيء ولكرامته والشعور بالانتماء الذي يولّده وللإدماج الاجتماعي.

تابع المطران نوزيليا يقول وفي يوم عيد العمال وفي تذكار القديس يوسف أتّحد أنا أيضًا مع دعوة الأب الأقدس هذه في اعتبار أهميّة العمل أساسيّة لكل رجل وامرأة في هذا العالم. لا يزال هناك الكثير لنقوم به وكثيرين هم الأشخاص والعائلات الذين يعانون بسبب نقص العمل كمأساة وجوديّة حقيقيّة تُدمِّر كرامة الشخص البشري وتلقي بعبء ثقيل على كاهل العائلات وبالتالي لا تكفي المبادرات الفرديّة إذ هناك حاجة لإستراتيجية مشتركة لإطلاق مشروع شامل يقضي على الانقسام بين الأجيال الذي يمنع الإصغاء المتبادل والتعاون والعمل معًا من أجل مستقبلهم المُشترك.

أضاف رئيس أساقفة تورينو يقول في هذا السياق يتردّد مجدّدًا صدى كلمات الأب الأقدس: "ينبغي علينا أن نستثمر في تنشئة الشباب ونسعى لعكس النزعة التي سببت انخفاضًا في المستوى العلمي وحملت العديد من الشباب على ترك المدرسة" هذا، وكما حثّنا البابا فرنسيس لا يزال اليوم ضروريّ أيضًا أن "نحمل مسؤوليّة القرارات الشجاعة في جميع أُطُر الحياة الاجتماعيّة". فالمسائل التي دُعينا لمواجهتها، وبالرغم من تعقيداتها، بإمكانها أن تُعاش كفرص ومناسبات نمو وليس كأسباب انغلاق. لذلك من الأهميّة بمكان أن نفسح المجال لنميِّز الأمور التي يجب أن نقوم بها معًا، وهذا الأمر يتطلّب منا أن نخلق فسحات للتأمّل والتفكير تسمح بإصغاء متبادل بين الأجيال في البحث عن أشكال جديدة تُمثِّل "الفئات الاجتماعية" روّاد المجتمع المدني، وبفرصة مشاركة قيّمة تعزز الشعور بالانتماء والعمل الفعّال. وفي هذه المسيرة المُشتركة ينبغي أن يُشارك أيضًا الأشخاص القادمين من بلدان أخرى والفقراء الذين وللأسف يشكّلون جزء كبيرًا من سكان تورينو.

وختم المطران شيزاريه نوزيليا رئيس أساقفة تورينو رسالته بمناسبة عيد القديس يوسف شفيع العمال بالقول إن العمل سيكون على الدوام، بحسب التعليم الاجتماعي للكنيسة وخبرة جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، النقطة الأساسيّة التي يكتسب فيها المرء كرامة ورجاء للعيش في تاريخنا هذا. وبهذه المشاعر أحمل لكل العمال وعائلاتهم بركتي وتشجيعي.