2016-04-06 14:18:00

اجتماع أساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق


عقد أساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق اجتماعًا برئاسة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، صباح الثلاثاء الخامس من نيسان أبريل 2016 في مقر البطريركية الصيفي ببلدة عنكاوا ـ أربيل، وبحثوا مستجدات الأوضاع في العراق والمنطقة، لاسيما واقع المسيحيين العراقيين في الوطن ودول الجوار. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية، صدر عن الاجتماع بيان جاء فيه: "يعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية وأساقفتها في العراق، عن اعتزازهم بما حققه الجيش العراقي والبيشمركه وقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، من تقدم وانتصارات في الحرب ضد ما يُعرف بتنظيم داعش الارهابي وتحريرهم لمدن وقرى وبلدات عديدة، ونسأل الله أن يُتوجَ هذه الانتصارات بتحرير الموصل وبلدات سهل نينوى وكامل التراب العراقي، ويمنح الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى. ونعلن دعمنا وتضامننا مع ملايين النازحين والمهجرين قسرا، آملين أن تنتهي معاناتهم في أسرع وقت ممكن، ليعودوا إلى مناطقهم ويعيشوا فيها بحرية وكرامة وسلام".

أشار البيان إلى أن "إستشراء الفساد المالي والتدهور الاقتصادي الحاد فرضا تداعيات خطيرة على الحالة المعيشية لشريحة واسعة من المواطنين، لاسيما محدودي الدخل من موظفي الدولة وسواهم، فضلا عن أعداد غير يسيرة ممن يعيشون عند مستوى خط الفقر أو دونه، وما يمكن أن يخلفه ذلك من تبعات على الوضع في العراق، وأمنه على وجه الخصوص. كلها أمور تثير لدينا قلقا بالغا، لذا نضم صوتنا إلى أصوات المرجعيات الإسلامية الرشيدة في الدعوة إلى العمل على توطيد الأمن وتوفير الخدمات الأساسية وضمان العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، والتخلي عن الامتيازات والمكاسب الشخصية والفئوية والحزبية، مؤكدين دعمنا لمطالبة المواطنين العراقيين بالإصلاح الذي غدا أمرا ملحا لا يمكن فصله عن الإسراع في تحقيق مصالحة وطنية صادقة وشاملة وإقامة شراكة سياسية حقيقية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والمحسوبية بكل أشكالها".

وأضاف البيان "العراق أحوج ما يكون، في الوقت الراهن، إلى إدارة سياسية تتسم بالحكمة والفطنة والحرص على مصلحة الوطن والمواطن، فتقدم نموذجا رصينا لدولة المواطنة الكاملة، حيث تتحقق العدالة الاجتماعية، والمساواة. بلدنا يقف اليوم عند مفترق طرق خطير ويعيش منعطفا تاريخيا مفصليا لا بد من التعاطي معه بحكمة، فالفرصة القائمة تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية في عدم إهدارها. قد يبشر التغيير الوزاري المزمع بالخير، كبداية للإصلاح، مع قناعتنا الوطيدة بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ بتغيير القلب وتحرير الفكر وانعتاق الروح، مطالبين، في الوقت عينه، رئيس الوزراء الذي أكد في خطابه أمام مجلس النواب يوم 31/3/2016 على إشراك المكونات كافة في التشكيلة الوزارية الجديدة، بإشراك المسيحيين فيها".

تابع البيان الصادر عن اجتماع أساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق "فيما يخص أوضاع أبنائنا المسيحيين ومعاناتهم متعددة الأوجه، نؤكد وقوفنا معهم في هذه الظروف العصيبة التي يعيشون فيها جلجلتهم اليومية على رجاء القيامة. وندعوهم الى الصبر والصمود وعدم الانجرار وراء الهجرة العشوائية والداعين اليها! ونجدد دعوتنا على ضرورة مساندتهم ودعمهم والدفاع عن حقوقهم كمواطنين متساوين مع الآخرين من أبناء الوطن. ونؤكد على ضرورة إعادة النظر في قانون البطاقة الموحدة خصوصا الجزئية المتعلقة بالقاصرين والتبعية الدينية، مؤكدين على أهمية تغييرها. ونشدد مرة أخرى على ضرورة حماية بيوت المسيحيين وممتلكاتهم ووقف الاستحواذ عليها دون وجه حق، واتخاذ ما يلزم لإعادتها إلى أصحابها الشرعيين عبر الإجراءات القانونية الأصولية الحازمة".

تابع البيان "وهنا ندعو السياسيين المسيحيين من نواب ومسؤولي الأحزاب والتنظيمات السياسية الى رصّ الصفوف وتوحيد الخطاب والموقف والعمل كفريق سياسي واحد، متعاونين متفاعلين مع إخوتهم السياسيين والمسؤولين الآخرين، من أجل الخروج برؤية واضحة، حكيمة، وتبني خطوات فاعلة لتعزيز العيش المشترك والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وتحقيق الإصلاحات المنشودة. فلا مخرج من الأزمات دون مواجهة مشكلاتنا المزمنة بكل شجاعة وقوة وحزم"

"في الختام نسأل الله تعالى أن يحمي العراق والعراقيين من كل مكروه، لينعم الجميع فيه بالسلام والاستقرار".








All the contents on this site are copyrighted ©.