2016-03-29 11:38:00

البطريرك لحام: طريق القيامة للعالم بأسره هو طريق دمشق! طريق بولس! طريق الحياة والمحبّة والسلام!


ترأس البطريرك غريغوريوس الثالث لحام قداس عيد الفصح في كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك في دمشق وسط حضور شعبي غصت به الكاتدرائية بمشاركة الآباء الكهنة وحضور من مختلف الطوائف المسيحية وغير المسيحية في سوريا؛ وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى غبطته عظة جاء فيها: الفصح هو عبور، هو طريق الحياة. الفصح، هو الطريق! هو ذكرى طريق الشعوب إلى الحريَّة، إلى الحياة! يقول بولس الرسول: "ليس لنا ههنا مدينة باقية، بل ننتظر المدينة التي الله بانيها".

تابع البطريرك لحام يقول يسوع سار على طرقات فلسطين مع تلاميذه، مع الشعوب الفقيرة التي كانت تأتي إليه، وتتبعه... ويسير مع إنسانِ اليوم. الإلهُ بعينه الذي سار على طريق شعب العهد القديم، هو عيُنه المسيحُ الطريق، وهو نفسه يسيرُ معنا اليوم. يسوع نفسه الذي ظهر لشاول (بولس) على طريق دمشق، هو نفسه يسير معنا اليوم. التقى شاولُ المسيحَ القائم من بين الأموات، على طريق دمشق، تمامًا كما التقى به التلميذان لوقا وكلاوبا على الطريق في فلسطين. طريق فلسطين هي طريق دمشق، وطريق دمشق هي طريق فلسطين، وطريق القدس. والله يسير، ويريد أن يسير على طرق جميع النَّاس، كلِّ النَّاس، وكلِّ إنسان. لأنَّه هو المنيرُ لكلِّ إنسان أتٍ إلى العالم. حتى الذين ليسوا على طريق يسوع، ولا يعرفون يسوع، ولا يعرفون أنَّه الطَّريق، فهو طريق القدس: طريق القيامة

أضاف البطريرك غريغوريوس الثالث لحام يقول كلُّنا بحاجة إلى طريق القدس، وأن نلتقي المسيح على طريق القدس، وكذلك على طريق دمشق! اليوم وأمام مآسي شعوب بلادنا المشرقيَّة، لاسيَّما في سوريَّة والعراق، نحن كلُّنا نسيرُ على درب الجلجلة، درب الصليب... ولكن كما أنَّ دربَ الصليب انتهى بالجلجلة، والقيامة، هكذا نصلِّي لكي نصل من خلال درب الصليب في سوريَّة خاصَّة إلى أفراح القيامة. وبهذا المعنى قال قداسة البابا فرنسيس أثناء زيارته، وحجِّه إلى الأردن: "هناك مفتاحان للسلام في المنطقة وفي العالم: حلٌّ توافقيٌّ شاملٌ للأزمة في سورية. والعدالةُ للفلسطينيين". وهكذا ربط قداسته طريق القدس بطريق دمشق... فأصبحت اليوم طريق دمشق هي الطريق لسلام العالم، السلام لبلادنا وللعالم أجمع!

واليوم، تابع البطريرك لحام يقول، نشعر أنَّ طريق القيامة يمرُّ بدمشق وسوريَّة، ومنها إلى الشرق، وإلى العالم بأسره. بأسفٍ وبعد خمس سنواتٍ من العنفِ، والحربِ، والدَّمارِ، والدِّماءِ، يكتشف العالم طريق دمشق، وطريق القدس، وطريق فلسطين. طرقاتٌ مترابطة! إنَّها طرقاتٌ أكثرُ أهميَّة من طريق الحرير، وطريق البترول، وطريق الغاز، وطريق المصالح. إنَّها طريقُ الإيمان، والقيم الإيمانيٍّة، والحضارة، والتراث. طريقُ شاول! طريقُ بولس ابن دمشق الروحيِّ! وطريقُ القيامة! إنَّنا أيادٍ ضارعة لكي يكتشف العالم هذه الحقيقة، الروحيَّة الإيمانيَّة، وليس السياسيَّة، أنَّ طريق السلام هي طريق دمشق! وأنَّ طريق القيامة للشعب السوريِّ، ولشعوب المنطقة هو دمشق! وطريق القيامة للعالم بأسره هو طريق دمشق! طريق بولس! طريق القيامة! طريق الحياة! طريق المحبَّة! طريق السلام!

أضاف البطريرك غريغوريوس الثالث لحام يقول ما أجمل أن نسير معًا: الله معنا، ونحن مع الله، ونحن مع إخوتنا البشر. كم نحتاج إلى هذا السير معًا، لأجل بناء عالمٍ أفضل، يسود فيه العدل، والمحبَّة، والسلام، والاحترام المتبادل، والتضامن، والتعاضد، والتآخي، والتواصل، والخدمة، والكرم، والسخاء، والعطاء... لكي نبني معًا عالم المحبَّة، وحضارةَ المحبَّة. هذه هي القيامة الحقيقيَّة: المسيح قام! والرسل قاموا! بولس قام! ومسيحيُّوا دمشق أصبحوا أبناء القيامة!

وختم البطريرك غريغوريوس الثالث لحام عظته في عيد الفصح بالقول إن المسيح يسير على دربكَ، معكَ، إلى جانبكَ، ألا اكتشفتَه؟ ألا شعرتَ بقربه؟ إنَّه قام لأجلِكَ، ويريد أن يشركَكَ بقيامته، ويصبحَ طريقُكَ طريقَ حياةٍ، وأملٍ ورجاء، وفرحٍ، وتفاؤلٍ، وشجاعةٍ، وإقدام. فالمسيحُ ولدَ في فلسطين! والمسيحيَّة ولدَت في سوريَّة، في بلادنا المشرقيَّة. ولدَت المسيحيَّة على الطريق، على الصليب، وانتشرت بالقيامة! إنَّها بشرى القيامة لكلِّ الناس! كل عام وأنتم بخير! المسيح قام! حقًا قام!

 








All the contents on this site are copyrighted ©.