2016-03-24 13:35:00

بطريرك القدس للاتين يترأس قداس خميس الأسرار في كنيسة القيامة


ترأس بطريرك القدس للاتين صاحب الغبطة فؤاد الطوال صباح اليوم قداس خميس الأسرار في كنيسة القيامة وألقى عظة للمناسبة استهلها بالقول: "في هذا اليوم تدعونا الكنيسة أن نتذكر سرَّ القربان الأقدس، وتأسيس الكهنوت إحياء لوجود السيد المسيح بيننا وتلبية لرغبته أن نخدم إخوتنا. إن أسرار التوبة، والقربان الأقدس، والكهنوت هي الركائز الثلاث لإيماننا المسيحي تقوم على حقيقة واحدة، المتمثلة بحبنا لله الآب الذي يريد أن يفدينا والذي من خلال الأسرار الثلاثة هذه "لن يتركنا يتامى" (يوحنا 14، 18) ويبقى بيننا حتى نهاية الأزمان" (متى 28، 20). هذه الأسرار الثلاثة هي إشارات الرحمة الإلهية، "وهو عمل سامي ورفيع ومن خلاله يأتي الرب لملاقاتنا". إنها إشارات حيّة عن رحمة الله الذي لا يكّل من انتظارنا، يبحث عنا لملاقاتنا. إن غسل الأرجل ما هو إلا تعبير عن رحمة السيد المسيح وتواضعه عندما ينحني واضعًا نفسه عند أقدامنا حتى يغسلنا ويشفينا من ضعفنا وخطايانا. الله نفسه ينحني ويتضع، إنها إشارات زاخرة بالمعنى، معنى لا يستوعبه بطرس، ولا نستوعبه نحن". أتفهمون ما عملته لكم؟ يسأل يسوع. (يوحنا 13، 12). دون انتظار جواب، يفسّر نفسه مغزى العمل. "وإذا كنت أنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضًا أن يغسل بعضكم أرجل بعض. وأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم". (يوحنا 13، 14-15)".

ومما جاء في عظة البطريرك فؤاد الطوال نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين "في سنة الرحمة هذه، لنلتقي مع الله ولنتقرب دون خوف من سرّ التوبة. الله يطرق باب قلوبنا (رؤيا 3، 20). لنتقبل غفران الله ونسير في صومنا حتى القيامة لنصبح بدورنا أدوات هذه الرحمة، "اعملوا ما عملته لكم" (يوحنا 13، 15). غسل أرجل إخوة لنا هو عمل صعب، ويجسد كافة أعمال الرحمة التي يتعين علينا القيام بها. غسل الأرجل يعني أن نقبل بالانحناء والتواضع، وأن نشفق على إخوة لنا متألمين يعانون من الصعاب والعزلة والوحشة، وهم في أمس الحاجة للعون والمساعدة. غسل الأرجل هو العزوف عن رؤية الذات ولو لدقيقة للنظر إلى الآخر الذي ينتظرني، والذي هو بأمس الحاجة لي".

قال البطريرك فؤاد الطوال في عظته إن "الركيزة الثانية لإيماننا هو سر القربان الأقدس. وهذا العمل السامي لا يمكن فصله عن العمل الأول، أعني غسل الأرجل. انه فعل محبة لا متناهي، وتواضع ورحمة. في الذبيحة التي نكررها في كل قداس "إلى أن يعود" (1 قور 11، 26). يتضع ربنا السيد المسيح ويسكن فيما بيننا". وقال بطريرك القدس للاتين "لنغتنم فرصة يوبيل الرحمة حتى نتوقف عن التفكير بذاتنا لنتوجه لبعضنا البعض ونحمل ضعف ومشاق إخوة لنا. وعلى خطى المعلم، نحن مدعوون كي نبذل أنفسنا حتى النهاية في ممارسة الرحمة مهما كانت التكلفة".

"أيها الكهنة الأعزاء ـ أضاف غبطته يقول ـ عيد سعيد. هذا هو يومكم، هذا هو عيدكم. نفكر بكم ونصلي من أجل جميع الكهنة في الأرض المقدسة.  أنتم على مثال المسيح، مدعوون أن تعالجوا وتضمدوا الجراح الجسدية والروحية من خلال سرّ التوبة. حياتنا كلها يجب أن تجسّد وتتحدث مرارًا وتكرارًا عن رحمة الله". وفي ختام عظته في كنيسة القيامة، قال بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال "سنة الرحمة هي سنة الارتداد والتقديس. إنها سنة الخدمة، أن ننحني من أجل أن نخدم، أن نطعم، أن نعالج ونسعف أخوة لنا، هذا هو برنامج حياتنا. "عيشوا ما أنتم فاعلون" يقول لنا الأسقف أثناء حفل الرسامة".








All the contents on this site are copyrighted ©.