2016-03-14 12:48:00

المطران غالاغر يتحدث عن أهمية الدفاع عن الحريات الدينية في العالم


شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران غالاغر في لقاء عُقد في روما يوم السبت الماضي حول التنشئة الإرسالية، وألقى كلمة للمناسبة اعتبر فيها أن الجماعة الدولية مدعوة للتأكيد على الحق في الحرية الدينية والتنديد بكل شكل من أشكال التمييز وانعدام التسامح استنادا إلى الانتماء الديني في أنحاء العالم كافة. عُقد اللقاء حول موضوع "كنيستنا كنيسةُ شهداء" ونظمه المركز الأبرشي للتعاون الإرسالي بين الكنائس. وعبر سيادته عن قلقه حيال الأوضاع الراهنة في بعض المناطق حيث تزداد حالات انعدام التسامح والتمييز والتطرف والأصولية، وهذا الأمر يعرض للخطر الحريات الفردية، لاسيما فيما يتعلق بالحرية الدينية وحرية التعبير. ورأى المسؤول الفاتيكاني أن هذه التحديات تتطلب عملا فاعلا وملموسا بين الدول من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان والمنظومة الديمقراطية في البلدان كافة فضلا عن الأمن الدولي.

بعدها توقف المطران غالاغر عند أبرز العناصر التي تشكل أساس التطرف والأصولية الدينيَين، وضرب مثل قانون التجديف، الذي يقدم ذريعة سهلة لمن يريد التضييق على الأشخاص المنتمين إلى ديانات أو معتقدات تختلف عن ديانة أو معتقدات الأغلبية. هذا فضلا عن الأنظمة السلطوية والتوتاليتارية التي تفرض القيود على الحريات الدينية مشيرا أيضا إلى تصنيع الأسلحة والاتجار بها وهي ممارسات تغذي الصراعات وتزيد من انعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مع ما يحمل معه هذا الأمر من انعكاسات سلبية على الأقليات المسيحية بنوع خاص، المرغمة على ترك بيوتها وأراضيها هربا من أهوال الحروب والاضطهادات.

وفي سياق حديثه عن ظاهرة هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول أن ما يحصل في المنطقة هو عبارة عن نزوح قسري يسبب نزيفا لا يمكن إيقافه، والأمر ينطبق أيضا على ليبيا ونيجيريا. من هذا المنطلق لا بد أن يتم توفير الشروط الملائمة التي تسمح للمسيحيين بالبقاء في ديارهم، وتُمنح لهم الضمانات اللازمة ليشاركوا في الحياة العامة. هذا ولفت سيادته إلى أن مسألة اضطهاد المسيحيين لم تلق في الماضي الاهتمام الكافي على الصعيد الدولي، وقد بدأت الجماعة الدولية تتحرك خلال الآونة الأخيرة من أجل إيجاد حلول لهذه الآفة.

وذكّر بأن الكرسي الرسولي شدد دائما على أهمية احترام الحرية الدينية التي ينبغي أن تُعزز لا أن تُقيّد، مشيرا إلى أنه استنادا إلى هذه الحرية ـ التي تُعتبر حقا أساسيا للإنسان ـ يكمن أن تُخلق فسحات أوسع للحوار، من أجل بناء مجتمع أكثر شمولية واستقرارا. في ختام مداخلته شدد المطران غالاغر على ضرورة توحيد الجهود من أجل قيام تعاون وتضامن دوليين لصالح الشعوب التي تعاني من الحرب وكل من يعانون من شتى أشكال الاضطهاد بسبب انتمائهم الديني. وهذا الأمر يساهم حتما في حفظ السلام وضمان احترام كرامة كل شخص بشري وحقوقه الأساسية.   








All the contents on this site are copyrighted ©.