2016-03-14 13:25:00

البطريرك الماروني يحتفل بالذبيحة الإلهية لراحة نفوس الراهبات اللواتي سقطن شهيدات الإيمان في عدن


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس الأحد القداس الإلهي في بازيليك سيدة لبنان وألقى عظة للمناسبة قال فيها: يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية هنا في بازيليك سيدة لبنان ـ حريصا لنحتفل مع أخوياتنا بعيدهنّ السنوي الذي هو عادة في عيد بشارة العذراء مريم المتزامن هذه السنة مع الجمعة العظيمة. فإنّا نهنِّئ جميع الأخويات أعضاء وعمدات وأقاليم ومرشدين، ونهنّئ الرابطة مرشدًا عامًّا ورئيسًا ولجنة إدارية. نسأل الله بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أن يبارك أخويّاتنا بفيض من نعمه، كي يتقدّس أعضاؤها، وتزدهر وتنمو لتكون شهود إيمان، وخَدَمَة محبة وبُناة وحدة وسلام".

وأضاف غبطته "بالأسى والرجاء نحتفل بهذه الذبيحة الإلهية لراحة نفوس الأخوات الراهبات مرسلات المحبة للطوباوية الأم تريزا دي كلكوتا، اللواتي سقطن شهيدات الإيمان في عدن في اليمن في الرابع من آذار الجاري على يد مسلحين" وقال "إنّنا نتقدّم بالتعازي الحارة من الأخوات الراهبات مرسلات المحبة اللواتي يواصلن خدمة المحبة في اليمن في أربعة أديار، ومن رئيستهنّ العامّة الحاضرة معنا الأخت Prema والرئيسة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط الحاضرة معنا هي أيضًا، والجماعات الآتية من بيروت وبشري في لبنان، ومن الدويلع ودمشق في سوريا، فنحيِّي رئيسات الأديار الأربعة والراهبات الحاضرات معهنّ. ونقدّم تعازينا لجماعة الراهبات في دير حلب بسوريا، اللواتي يخدمن دار العجزة والمرضى هناك، ولم يستطعن المجيء بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة. ونوجّه تعازينا مقرونة بالصلاة إلى أهالي وعائلات الراهبات الشهيدات". وأضاف البطريرك الماروني "نذكر بصلاتنا العاملين غير المسيحيين الذين استشهدوا مع الراهبات الأربع في دار العجزة في عدن، وقد وقفوا سدًّا منيعًا بوجه المسلّحين لمنعهم من الاعتداء على الراهبات. فقتلوهم جميعًا، ثمّ أطلقوا النار على الراهبات من دون رحمة، في يوبيل سنة الرحمة المقدّسة. نصلّي إلى الله كي يتقبّل استشهادهم في مجد السماء، ويعزّي عائلاتهم بفيضٍ من حنانه".

قال البطريرك الراعي في عظته "إنّ استشهاد الراهبات يزيد أخواتهن قناعةً واندفاعًا رساليًّا للبقاء في تلك البلاد، التي لا تعرف اليوم إلاّ لغة الحرب والسلاح والقتل والدمار، وهي بأمسّ الحاجة إلى لغة إنجيل المحبة والسلام وقدسية الحياة البشرية. ليست لغة الإنجيل "العين بالعين والسّن بالسّن" (متى 5: 28)، بل لغة المغفرة والصلاة. ونحن نؤمن أن بلدان هذا المشرق التي على أرضها تجلّى سرُّ الله الواحد والثالوث، سرّ الله المحبة والرحمة، والتي منها أُعلن إنجيل يسوع المسيح لخلاص كلّ إنسان، هي اليوم، أكثر من أيّ يوم مضى بأمسّ الحاجة إلى الوجود المسيحي الشاهد والفاعل، "كخميرةٍ في العجين، وملح في الطعام" (متى5: 13؛ 13: 33). وكون "دم الشهداء بذارَ المسيحيّين"، على ما ردّد آباء الكنيسة فإن جمعية الراهبات مرسلات المحبة، كما الكنيسة وسائر مؤسساتها، ستنمو أكثر فأكثر، لأن بدم الشهداء يتواصل سرّ المسيح الكلي الذي هو الكنيسة المشبه "بحبة الحنطة التي، إذا ما وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرًا كثيرًا" (يو 12: 24)."








All the contents on this site are copyrighted ©.