2016-03-13 13:33:00

البابا فرنسيس: يسوع هو النعمة التي تخلّص من الخطيئة والموت


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم كعادته في كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلها بالقول يقدّم لنا إنجيل هذا الأحد الخامس من الصوم قصة المرأة الزانية مسلّطًا الضوء على موضوع رحمة الله الذي لا يريد أبدًا موت الخاطئ وإنما أن يتوب ويحيا.

تابع الأب الأقدس يقول فيما كان يسوع يعلّم الشعب، أتاه الكتبة والفريسيّون بامرأة أُخِذت في زنى. وهكذا وقفت تلك المرأة بين يسوع والجمع، بين رحمة ابن الله وعنف مُتَّهميها. في الحقيقة هؤلاء لم يأتوا إلى المعلّم ليسألوه رأيه وإنما ليُحرجوه ويجدوا ما يشكونه به. في الواقع، إن تبع يسوع قساوة الشريعة ووافق على رجم هذه المرأة فسيخسر سمعة وداعته وطيبته التي تجذب الناس، أما إن أراد أن يكون رحيمًا فينبغي عليه أن يتصرّف بعكس الشريعة الذي قال هو عينه أنه لم يأتِ ليبطلها وإنما ليكمّلها.

أضاف الحبر الأعظم يقول هذه هي النية السيئة التي كانت تختبئ خلف السؤال الذي طرحوه على يسوع: "وأنت ماذا تقول؟". لكن يسوع لم يجب، بقي صامتًا وقام بتصرّف غريب: "انحنَى يَخُطُّ بِإِصبَعِه في الأَرض". بهذه الطريقة دعا الجميع للهدوء وعدم التصرّف بشكل مندفع وللبحث عن عدالة الله. لكنهم ألحّوا عليه بالجواب، لذلك رفع يسوع نظره وقال: "مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!". هذا الجواب فاجأ المتّهمين، وجرّدهم من أسلحتهم بكل ما للكلمة من معنى أي من الحجارة التي كانوا مستعدّين لرميها، إن كانت الحجار المرئيّة ضد المرأة أو تلك الخفيّة ضدّ يسوع. وفيما انحَنى يسوع ثانِيةً يَخُطُّ في الأَرض، انصَرَف المُتّهمون واحِدًا بَعدَ واحِد يَتَقدَّمُهم كِبارُهم سِنًا مدركين أنّهم ليسوا بدون خطيئة.

تابع الأب الأقدس يقول بقيا وحدهما المرأة ويسوع: البؤس والرحمة. قال لها يسوع: "أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟". لقد كان هذا التأكيد ونظرته المفعمة بالرحمة والمحبّة كافيين لجعل هذا المرأة تشعر – وربما للمرّة الأولى – بأن لديها كرامة وبأنّها ليست خطيئتها وأنّه بإمكانها أن تغيّر حياتها وتخرج من عبوديّتها وتسير في درب جديد.

أضاف الحبر الأعظم يقول هذه المرأة تمثلنا جميعًا نحن الخطأة أمام الله، نحن الذين خنا أمانته. وخبرتها تمثّل مشيئة الله لكل فرد منا: خلاصنا من خلال يسوع، النعمة التي تخلّص من الخطيئة والموت. لقد خطّ يسوع حكم الله في التراب الذي منه صنع كل كائن بشريّ: "لا أريدك أن تموت وإنما أن تحيا". فالله لا يربطنا بخطيئتنا ولا يُحدِّدنا من خلال الشر الذي ارتكبناه وإنما يريد أن يحرِّرنا ويريد أيضًا أن نكون معه. يريد أن تتحول حريّتنا من الشرّ إلى الخير وهذا الأمر ممكن فقط بفضل نعمته.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتساعدنا العذراء مريم لنكل أنفسنا بالكامل إلى رحمة الله فنصبح خلائق جديدة.     

      








All the contents on this site are copyrighted ©.